اللذين سيقع عليهما عبء مسؤولية قيادة المنطقة وتنظيمها، وإدارة الأعمال القتالية فيها، وهذان المسؤولان هما:(عبد القادر المهدي) الذي أحجم في اللحظة الأخيرة عن الاشتراك في الثورة. و (الرقيب سليمان) الذي اختفى من دائرة العمل، منذ الأيام الأولى لاندلاع لهيب الثورة (١) وعند ذلك اتخذ (مصطفى بولعيد) قراره بضم منطقة الصحراء الواسعة الى منطقة الأوراس. وذلك ريثما يتم تنظيمها من جديد، وهو التنظيم الذي لم يظهر إلى الوجود الا في العام ١٩٥٦، بفضل الجهود المستمرة التي بذلها (سي أحمد بن عبد الرزاق المعروف باسم (الكولونيل هاويس).
وصل (عباس لغرور) الى (باتنه - أو - بطنه) يوم ٢٩ تشرين الأول - اكتوبر - للاشتراك في مؤتمر تقرر عقده برئاسة (مصطفى بن بولعيد وبشير شيحاني). وقد تم عقد هذا المؤتمر في منزل (سالم بو بكر) نظرا لكونه منزلا وبعيدا عن المراقبة - وذلك في الساعة ٢١٠٠ وبعد افتتاح الجلسة، تمت قراءة نصين كتبا باللغة
(١) قامت قيادة الثورة بالبحث عن هذين العنصرين اللذين انقطعت أخبارهما بصورة مباغتة، وعلى الرغم من التحريات الواسعة التي قام بها - بن بو لعيد وشيحاني - والتي استمرت طوال الشهرين الاخيرين من العام ١٩٥٤، من أجل إعادة الاتصال بهما، وبعث الثورة في منطقة الصحراء. الا أن الجهود فشلت في العثور على أي أثر لهما. وتبين بعد ذلك أن (عبد القادر المهدي) قد بقي معتزلا في بسكرة. أما (الرقيب سليمان) فقد التحق بفرنسا، ليكون بعد ذلك سببا في اعتقال (رابح بيطاط) في الجزائر، ونظرا لغياب هذين العنصرين، وبعد انتظار طويل، نتح عن غياب المسؤولين والموجهين في (منطقة الصحراء) تم تكليف زمرة من الوطنيين للهجوم على الوادي الصحراوي في شهر كانون الأول - ديسمبر - ١٩٥٤. وقد توجهت هذه الزمرة الى الصحراء - من قوة الجنوب - بقيادة: الأخضر حماه ومبروك عماره).