وهنا أوقفهم رجل مسلح كان يرتدي ثيابه العسكرية، وصرخ فيهم (خالد) وأجابه رئيس زمرة المراقبة (عقبة) لقد كانت كلمة (خالد - عقبة) تتردد الآن في كل أنحاء الجزائر. فتعمل عمل السحر في نفوس المجاهدين وتضمن تعارف بعضهم على بعض.
وصلت زمرة المراقبين إلى مكان الاجتماع، في الوقت المحدد بدقة، وشاركت المنفذين استعداداتهم حيث كان بعضهم على وشك ارتداء الثياب العسكرية، في حين كان آخرون يختبرون أسلحتهم للمرة الأخيرة. وكانوا جميعا يتيهون فخارا بما يفعلون. وبعد ذلك تجمع المنفذون كلهم، ومعهم أسلحتهم ووسائطهم القتالية. ووصل (لغرور) في الساعة ٢٢٤٠ وهو يحمل سلاحه، ويرتدي ثياب الميدان. وانتظر الجميع وصول العشرين - أوراس - الذين كان يجب التحاقهم، وانطلق المجاهدون للبحث عنهم في الغابة كلها، مستخدمين في بحثهم الشارات الضوئية يطلقونها من مصابيحهم اليدوية، غير أن جهود البحث ضاعت سدى، ولم يظهر أي أثر للأوراسيين. ووقف (لغرور) عندها ليقول لرجاله:
(إخوتي المجاهدين الأعزاء!
ها نحن قد أدركنا يوم الثورا العظيم الذي يجب أن يقود الجزائر إلى الاستقلال، إن علينا القيام بالهجوم على الأهداف كلها، وذلك على الرغم من عدم وصول الأسلحة التي كان من المفروض لها أن تصلنا مع زمرة العشرين رجلا من دوار يابوس.