ولا ريب في أن البطل قد ولد في ليلة المعراج، فدعاه أيوه (عروج) تيمنا بذلك الحادث العظيم، كما يطلق الأتراك كثيرا على مواليدهم الذين يولدون خلال تلك الأشهر الحرم أسماء (رجب وشعبان ورمضان ومحرم). ومعروف أن الأتراك لا ينطقون حرف العين، بل يقلبونها ألفا يندمج مع ما بعده. فمدينتا (عشاق وعين أوني) مثلا وهما في بلادهم تلفظان حسب نطقهم (أوشك وأين أوني) وكلمة (عروج) ينطقون بها (أوروج). وهذا هو الإسم الذي اشتهر به بطلنا شرقا وغربا. وقبل أن يرجع الجزائريون هذا الإسم إلى أصله العربي، ويعيدون له (عينه) نطقا، كانوا في مستهل الفتح يكتبونه على الطريقة التركية (أوروج) ويدل على ذلك أثران قديمان، لا يزالان موجودين إلى اليوم: أحدهما الرخامة المنقوشة والتي كانت موضوعة على باب حصن شرشال. وثانيهما: الرخامة المنقوشة التي كانت على باب مسجد الشواش بالعاصمة الجزائرية. فرخامة شرشال قد نقش عليها:
(بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا محمد وآله - هذا برج شرشال أنشأه القائد محمود بن فارس التركي، في خلافة الأمير القائم بأمر الله، المجاهد في سبيل الله، أوروج بن يعقوب، بإذنه، بتاريخ أربع وعشرين بعد تسعمائة).
أما رخامة مسجد الشواش الذي هدمه الإفرنسيون، والذي كان على مقربة من ساحة الشهداء في الجزائر فهي تحمل اسم:
أوروج بن أبي يوسف يعقوب التركي
ويظهر من ذلك أن والد البطلين المنقذين كان تركيا صميميا،