آب):(بأن الجزائريين يحشدون قواتهم للقيام بهجوم كبير في الخريف). ولم يكن هذا (الاعلان الافرنسي) بريئا على كل حال، فقد أراد الافرنسيون استثمار الموقف لاقناع الرأي العام العالمي بأن الجزائريين لا يحاربون إلا حين يقترب موعد انعقاد الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، ويتجاهلون أن الصراع المسلح في الجزائر هو حرب حقيقية غير مرتبطة بمكان معين أو وقت محدد. وعلى كل حال، فقد أخذ المجاهدون الجزائريون بتوسيع نطاق عملياتهم اعتبارا من شهر (أوت - آب - ١٩٥٧) بهدف تحرير الجنوب الجزائري والصحراء الكبرى، وقد نفذ المجاهدون في هذا المضمار خطتين متصلتين ومتكاملتين:
الخطة الأولى: القيام بهجوم عام على القوات الإفرنسية في الشمال بهدف محاصرة هذه القوات في قواعدها ومناطق تمركزها، وإرغامها بالتالي على استدعاء قواتها المنتشرة في الجنوب والصحراء. وفي هذا الوقت تشرع قوات جزائرية أخرى في التجمع على حدود الصحراء وفي الجنوب لاجتياح هذه المناطق.
الخطة الثانية: إحراق حقول النفط الاستعمارية في الصحراء، وتدمير مراكز التنقيب عن البترول، والقيام بعمليات إزعاج ضد الافرنسيين يكون من نتيجتها - بصورة حتمية - بسط السيطرة العربية على هذه المناطق. وقد بديء فعلا بتنفيذ الخطة الأولى؛ وجاء تسلسل الأحداث على النحو التالي:
في ١٥ أوت - آب - قام (٨٠٠) مجاهد من رجال جيش التحرير - متنكرين بالزي الافرنسي - بالهجوم على مقر القيادة العامة الإفرنسية الواقع على بعد ثلاثين كيلومترا من مدينة الجزائر. وقد