المحملة بالامدادات من أسلحة وذخائر. وقد تعلم الجيش الإفرنسي مؤخرا اسخدام المحولات الكهربائية لمنع انقطاغ التيار.
وقد كلف (خط موريس) قوات جيش التحرير الوطني الكثير من أيام العمل الإضافية، وخسارة كبيرة في الأرواح. وأدى إلى إبطاء وصول شحنات الأسلحة إلى مجاهدي الداخل، ولكنه لم يمنع وصولها بصورة نهائية. ولعل وجوده هو الذي أدى الى تطور الصراع، والتوسع بالهجمات التي كان يقوم بها المجاهدون في الداخل، للحصول على السلاح من الافرنسيين، وأدى كذلك إلى بقاء كمية أكبر من الوسائط القتالية برفقة المجاهدين المدربين تمام التدرب، على الأرض التونسية، فشكلوا بذلك الاحتياط العام لقوات الثورة الجزائرية.
لقد أرادت القيادة الاستعمارية الافرنسية عزل مسرح العمليات الجزائري عن محيطه الجغرافي والتاريخي، على نحو ما فعلته من قبل عند احتلال الجزائر، وعلى نحو ما فعلته أيضا عند القضاء على الثورات الجزائرية المتتالية. وقد أدرك قادة الجزائر، ومعهم قادة المغرب العربي - الاسلامي (تونس والمغرب) هذه الحقيقة، فتم العمل منذ البداية وحتى انتصار الثورة على تنسيق التعاون فيما بين الأقطار الثلاثة. ولم تكن إقامة (الحواجز) وتكوين (المناطق المحرمة) إلا محاولات لتمزيق وحدة أقطار المغرب العربي - والاسلامي. وفي الواقع، فقد تعرضت عملية تنسيق التعاون بين الأقطار الثلاثة إلى إحباطات كثيرة، تركت مرارة عميقة في نفوس المجاهدين الجزائريين. وكانت تلك الاحباطات من صنع فرنسا، أو ناجمة عن وجود الاستعمار ذاته. ولكن قيادة جبهة التحرير استطاعت تجاوز العقبات المصطنعة. وأمكن لها باستمرار أن تجد طريقة مناسبة لتنسيق التعاون مع جارتيها الشقيقتين ..