مشاكل سياسية واقتصادية مختلفة. ففي سنة ١٩٥٤، كان عدد أوروبي الجزائر الذين يسمون (بغير المسلمين) هو: مليون وثلاثة وثلاثون ألفا (١،٠٣٣،٠٠٠) خلافا لما يزعمه ويردده (سوستيل) وغيره أمثال (فوستردالس - وزير الخارجية الأمريكى آنذاك) فقد ادعى الأول، أن عدد الطبقة الأوروبية التي تعيش في الجزائر يبلغ مليونا ومائتي ألف (١،٢٠٠،٠٠٠)، وادعى الثاني أن مليونا ونصف المليون هو عدد الطبقة الأوروبية التي تعيش في الجزائر. ومن بين هذه الأقليات، يجب اعتبار الأقسام الآتية:
أ - الأجانب الذين يرجعون إلى قناصلهم الخاصة. ومن هؤلاء الايطاليون والاسبان والمالطيون غير المتجنسين، وبعض اليونانيين والسويسريين والألمان والاسكندينافيين، ويبلغ مجموع هؤلاء ستين ألف شخص (٦٠ - ألف).
ب - اليهود الجزائريون: وقد اختلطوا نظريا بالفرنسيين وبالأوروبيين بصفة عامة منذ صدور قانون كريميو (سنة ١٨٧١) لكنهم ليسوا من فرنسيين في الحقيقة، ولا هم من الأوروبيين بل هم من سكان الجزائر الأصليين. ويرجعون في الغالب إلى العنصر البربري. إنهم من المجتمع الجزائري، ورغم مواقفهم السياسية والعنصرية المؤيدة لأوروبيي الجزائر. وهذا من العوامل منحت للأقلية اليهودية مكانة ممتازة. فهم أقلية على حدة، لا يمكن عدها من بين الأقليات الأوروبية. وكان عدد أفراد هذه الأقلية اليهودية في الجزائر سنة (١٩٥٤) حوالي مائة وخمسين ألفا (١٥٠ - ألفا)، وهي تعيش في المدن، وتشتغل بالصناعات التقليدية وفي الوظائف العامة. ويحتل إلى جانب ذلك اليهود في الجزائر مكانا مرموقا في ميداني المهن الحرة والتجارة، وإذا كانت هناك طبقة بورجوازية