وعاش المجاهدون لحظات لا تنسى، تحوط بهم كل ظواهر العناية الممكنة والرعاية التي لا يمكن تصورها أو تصويرها. واستراح المجاهدون في إغفاءة قصيرة، ثم استأنفوا تحركهم نحو (جبل المعيز) بهدف أخذ قسط من الراحة، لتضميد الجراح، وإخلاء الجرحى والمرضى، وتفقد الأسلحة، والاستعداد لمعارك جديدة، إذ كان كل واحد من المجاهدين يعرف عن قناعة ثابتة، بأن طريق الجهاد لا زال طويلا وشاقا. ويتطلب كثيرا من الجهد حتى يتم بلوغ الهدف.
كانت نتيجة المعارك في هذا اليوم التاريخي، كالتالي:
خسر العدو طائرة جونكر مع كل ركبها الطائر (١٢٠ - ١٥٠ قتيلا) وبقي حطامها متناثرا فوق أرض (وادي الثعابين) حتى هذا اليوم. بالإضافة إلى الضباط الذين تمت إبادتهم في بداية الاشتباك. وخسر العدو في معاركه عشرات القتلى والجرحى، بدلالة أن الطائرات العمودية (الهيليكوبتر) التي أنزلت المظليين في الصباح، قد اضطرت للعودة والعمل جيئة وذهابا طوال النهار لإخلاء القتلى والجرحى.
ومقابل ذلك، فقد استشهد رامي الرشاش الثقيل (بو عمامة) بالإضافة إلى استشهاد مجاهد كان مريضا ورفض الانسحاب مع إخوانه الجرحى. علاوة على عشرة جرحى كانت جراحهم خفيفة. ذلك هو وجيز المعركة التي وقعت يوم ٢٩ حزيران - جوان - ١٩٥٧ والمعروفة باسم (معركة الصحراء) أو (معركة الجنوب).