للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عشرة أيام (وما يتبع ذلك من مشاركة القضاء الفرنسي والإدارة العليا بالجزائر التي نظرت في هذه القضية) إلى أن وصلنا خبر اغتياله من طرف البوليس بمدينة (جيجل).

إذن! فالانذار الذي سجله إضرابنا يوم ٢٠ جانفي (كانون الثاني) ١٩٥٦ لم يجد نفعا.

إن التحصيل على شهادة زائدة قد يجعل منا جثة حقيقية، لأي شيء تصلح إذن هذه الشهادات العلمية التي تمنح لنا في وقت يكافح فيه شعبنا كفاحا بطوليا، في وقت انتهكت حرمات أمهاتنا وزوجاتنا وأخواتنا، في وقت سقط فيه أطفالنا وشيوخنا تحت رصاص الرشاشات وقنابل النابالم.

(ونحن إطارة المستقبل) ماذا تحيط إطاراتنا؟ ومن تحيطهم؟ الخراب وأشلاء الجثث؟ من دون شك جثث قسنطينة وتبسة وسكيكدة وتلمسان وغيرها من الجهات والمدن.

إن الوضعية التي نحن عليها لا ترضي ضمائرنا.

إن واجبنا ينادينا إلى مهام استعجالية.

واجبنا ينادينا إلى التضحية المتواصلة بجانب الذين يكافحون ويستشهدون أحرارا مجابهين العدو.

إننا نقرر الإضراب التام، وبصفة عاجلة، ونقرر مقاطعة الدراسة والامتحانات إلى أمد غير معين.

يجب مبارحة مقاعد الجامعة للالتحاق بصفوف جيش التحرير.

يجب الالتحاق جماعات بجيش التحرير الوطني الجزائري وبجبهة التحرير الوطني الجزائرية.

الجزار ١٩ ماي - أيار - ١٩٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>