الجزائري، وللجرحى العديدين الذين كانوا رمح المعركة، وللمعتقلين والمساجين الذين طالما قاسوا وعانوا من المعتقلات والمحتشدات الاستعمارية، فإليكم جميعا يكن الشعب عزا أزليا، وستحتفظ - الأجيال بالذكريات الخالدة للمثل الذي أعطيتموه. فبفضلكم وبفضل إخلاصكم وتضحياتكم اللامحدودة أحرز تقدما كبيرا على طريق التحرر.
ففي هذا اليوم، وفي هذه اللحظات التاريخية، نوجه تحياتنا باسم الحكومة المؤقته للجمهورية الجزائرية إلى الشعب الجزائري البطل، الذي دفع الفدية الغالية للحرب، وسمح بفضل شجاعته وتفانيه بإنقاذ الوطن المسحوق أكثر من قرن من الاستعمار، وباسترجاع كرامته.
أيها الجزائريون! أيتها الجزائريات!
لقد واجه الشعب الجزائري طوال سبع سنوات ونصف من الحرب الشرسة، أعتى قوة استعمارية عرفها القرن، جندت ما يزيد على المليون من الجنود الفرنسيين، وكل الأسلحة العصرية من طيران ومدفعية ودبابات وبحرية. وقد دفع ذلك بفرنسا إلى حد إنفاق ثلاثة مليارات من الفرنكات يوميا، إضافة إلى الدعم الجماعي الذي قدمه لها حلف الأطلسي في شتى المجالات: العسكرية والمالية والديبلوماسية والمعنوية، وحاولت بمساعدة قسط كبير من المستوطنين الأوروبيين بالجزائر، العمل دون جدوى للإبقاء على (الجزائر الفرنسية).
وقد واجه الشعب الجزائري هذه القوة، قبل كل شيء، بإيمانه بعدالة قضيته، وثقته في نفسه، ومصيره، وإرادته الثابتة في تحطيم أغلال الاستعمار، وخاصة بإجماعه في النضال، وقد نهض