الاستقلال، فان الاستقلال ليس هو الثورة. أي إن المعركة ما زالت مستمرة، وستكون أكثر ضراوة، وأكثر تعقيدا وأكثر دقة، وذلك أكثر من أي وقت مضى.
أيها الضباط وضباط الصف، أيها المجاهدون!
إن الطريق الذي سيوصلنا إلى الأهداف الأساسية للثورة ما يزال طويلا، وهو طريق خطير لأنه مزروع بالعراقيل والعقبات المتصدرة.
إن الوفاء للقسم الذي أعطيناه لشهدائنا يفرض علينا، ويتطلب منا، طيلة سنوات أخرى التعبئة في كل وقت. وطالما لم يصبح الاسقلال ملموسا ومجسما فإنه لن يسمح لأي كان بأن يخرج عن الصفوف، وأن يضع سلاحه، وأن يستسلم للراحة السهلة.
أيها المكافحون الأبطال، ويا أيها الحراس اليقظون، إنكم ستبقون كما كنتم حتى النصر النهائي. أيها المناضلون، والمجاهدون!
بعد حوالي ثماني سنوات من الكفاح، ما زال شعبنا مشتتا، وهياكله الاجتماعية مضطربة، وثرواته مخربة. وليس من حق أي واحد منا أن ينسى هذا الحصار المؤلم. وعليه فإنه يتعين، وبكيفية إجماعية، أن يعاد لهذا الشعب إطار الحياة العادية والتوازن الاقتصادي والاجتماعي الذي يكون في مستوى طموحاته وتضحياته. فمن هو أولى وأكثر أمانة منكم بأن يؤمن له عودة كرامته وثرواته وحريته في العمل، ويضمن له سيره السريع نحو التقدم؟ لا أحد!
فمنذ الآن، وبالنسبة لكم، فإن الطريق مسطر كله. والمعركة مستمرة. وإذا كانت الأسلحة ستسكت، فإن العمل الثوري يجب أن