٣ - أن يكون الجاسوس اجتماعيا، بمعنى أن تتوافر له القدرة على الاتصال بكل طبقات الشعب، بما في ذلك الأجانب، وبحيث يستطيع العيش مع الطبقات المذكورة، مهما كانت بيئتها، أكان ذلك في المدن أو البوادي.
٤ - يشترط في الجاسوس ألا يكون ذا ميل سياسي، ولا يمنعه ذلك من الانخراط في أية منظمة سياسية بهدف الحصول على المعلومات، مع التظاهر بالمظهر المناسب للوسط الذي يؤدي فيه مهمته حتى لا يلفت إليه الأنظار بأي شكل من الأشكال.
٥ - أن يكون الجاسوس متزنا - بعيدا عن النزق والطيش - لا يندفع لأي عارض من العوارض، وهذا ما يفرض عليه أن يكون مستمعا أكثر منه متحدثا، لا سيما في الأوساط التي لا تتوافر له معرفة كافية بها، وعليه ألا يظهر حزنه وقت الهزيمة أو إظهار فرحه وقت النصر.
٦ - يشترط في الجاسوس ألا يكون صاحب إعجاب بنفسه، بعيدا عن الغرور والتبجح - الافتخار والفخفخة - لأن صفات كهذه تتنافى وأعماله، وأن يبتعد عن الثرثارين. كثيري الكلام، وألا يستخدمهم في أعماله وأغراضه لأن ضررهم أكثر من نفعهم، وألا يكون للجاسوس أصدقاء ملازمين له، لأنه يصبح بذلك أكثر قدرة على الاحتفاظ بأسراره.
٧ - أن يهجر جميع الملاذ الدنيوية، ويبتعد عن الأطماع والأهواء الشخصية التي عادة ما تجعل الإنسان أداة في قبضة الآخرين.
٨ - أن تتوافر له القدرة على التكهن - التوقع - غير أن عليه ألا يبني تصرفاته واستنتاجاته على هذا التكهن، بل عليه أن يتوخى الحقيقة