للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيهم ويعتمد عليهم، وهذا النوع من جواسيس العدو مكلف بمراقبة الطائفة والعائلة التي تحمل ذلك اللقب، والموقف العام من الثورة لكل فرد منها. كما أنه مكلف بتمزيق روابط العائلة، والرفقة، وإضعاف الشعور الوطني، والترويج لشائعات فشل الثورة وعدم فائدتها وجدواها، والإعلان عن هزائم - غير صحيحة - لحقت بالثورة. وإظهار فوائد بقاء فرنسا في الجزائر، وبث هذه الروح -الانهزامية - في قالب إرشادات وتوجيهات، مستفيدا في ذلك من كل الفرص والمناسبات. ويمكن لجاسوس (جيش التحرير الوطني) الاطلاع على هذا النوع من الجواسيس بفضل دراسته للشعب، وفهم جميع أفراده، وميولهم، وأفكارهم ومن كان منهم حتى الأمس

منعزلا ومنكمشا في زاوية، ثم بات اليوم وهو يختلط بجميع طبقات المواطنين.

التجار: يحاول العدو أن يجعل في كل أربعة تجار جاسوسا، مهمته مراقبة الباعة من المواطنين والتعرف على من كان بالأمس يشتري قنطارا من السميد - على سبيل المثال - في كل شهر وقد أصبح فيما بعد يشتري بالعشرة قناطير مع ملاحظة عدم الزيادة في أفراد عائلته. ويمكن لجواسيس (جبهة التحرير الوطني) معرفة جواسيس العدو، وكشفهم، بالاعتماد على مهارتهم في فنهم ودهائهم وذكائهم وفطنتهم وملاحظتهم الدقيقة ممن كان بالأمس - من التجار - يخاف العدو ويهاب سطوته، ولا يبيع للمواطنين إلا المحدد لهم، وهو يتظاهر اليوم بأنه مستعد لسد كل الحاجات التي يطلبونها من البضائع. وعلى من كان منهم لا يجلب من السلع إلا كمية محدودة، وقد أفسح له المجال بعد ذلك ليستورد كل ما يريده.

الأطباء والمبادلة: يسمح لهم إما ببيع أدوية زائدة، أو ببيع

<<  <  ج: ص:  >  >>