تعترض المسؤول عادة بعض الصعوبات الخاصة التي يجب عليه حسمها بنفسه، إذا كان يمتلك الكفاءة لذلك، أو أن يساعد مرؤوسيه، العاملين تحت قيادته، على إيجاد الحلول المناسبة لها. ويجب عليه ألا يفرض أبدا هذا الحل أو ذاك، إذا لم يحدد مسبقا الضرر، أو الأضرار، المحتملة والمتوقعة. وأن يستعين بوجهات نظر مساعديه المباشرين وآراءهم، في علاج الموقف، ووضع الحلول التي يتطلبها الوضع. وإن وظيفة المسؤول لا تتنافى مع الإدارة الجماعية، فهذا المبدأ الذي وضعته جبهة التحرير الوطني قاعدة لهيكلها التنظيمي هو مبدأ صحيح، سواء كان ذلك على مستوى القسم والناحية أو حتى على أرفع المستويات في قيادة الثورة، وأعلاها مرتبة.
ليس المسؤول ممثلا للقاعدة أمام القيادة، ولا هو مندوب نقابي لدى المسؤولين الذين هم أعلى منه رتبة. بل إنه انعكاس القاعدة لدى كبار المسؤولين، ويجب أن يستخلص المسؤولون من تقاريره صورة صحيحة ودقيقة لما هو عليه موقف القاعدة وحالتها فالمسؤول إذن هو الذي يبين لمن هو أعلى منه في المسؤولية حقيقة الموقف على مستواه، وبصورة موضوعية. ويوضح بدقة مقترحات وطلبات القاعدة واحتياجاتها وما تجابهه من صعوبات وما تمارسه من أعمال، وردود فعلها أمام المشاكل التي تجابهها الخ.
وعلى هذا، فالمسؤول ليس موزع بريد ولا رجل اتصال، مهما كان موقعه في المسؤولية ما بين القمة والقاعدة. وعلى المسؤول، في الحالات كلها، أن يعمل قبل كل شيء لمصلحة الثورة. وإذن، فإننا نرى أن المسؤول هو أيضا العقل المفكر الذي يهيء في مستواه