اجتماعي إنساني عظيم استحق التشجيع المعنوي والدعم المادي. لأن معظم هؤلاء الأطفال هم أبناء الشهداء الأبرار: شهداء الحرية والاستقلال، وأعمارهم تتراوح بين الرابعة والسابعة عشر. وقد عمل الاتحاد بعد ذلك على إعداد دارين للبنات إحداهما بتونس والأخرى بطنجة. وقامت هذه المدارس بإعداد الأطفال من الناحية التعليمية، باللغتين العربية والفرنسية، وفقا لمنهج التعليم الابتدائي الشامل لجميع المواد: الدين، والحساب، والجغرافيا، والتاريخ، والتربية البدنية والرياضة، والتعليم المهني: البناء والكهرباء والنجارة والدهن والخياطة والفلاحة.
كان الأطفال يمارسون تطبيق هذه المهن في المدرسة ذاتها، أو في الحديقة الواسعة المحيطة بها، يشرف عليهم معلمون ومدربون أكفياء. وكان هناك مرشدون - موجهون - يشرفون على توجيه الأطفال وتدريبهم على الحياة العملية حتى أصبحوا يباشرون بأنفسهم العناية بتنظيف دار - المدرمة - وحفظ الأثاث والطبخ والتموين، ويسهر على صحة الأطفال طبيب خاص يساعده ممرض.
وفي ميدان الشباب، فإن المكتب العام لاتحاد العمال، عمل على تنظيم جمهرة من الشبان، ووزعهم بحسب إمكاناتهم ومؤهلاتهم على عدد من العواصم الأوروبية لتكوينهم وإعدادهم إعدادا يلبي احتياجات مرحلة ما بعد الثورة، مثل العمل في الخطوط الحديدية والبريد والصحة والطيران المدني والسينما، وتدريب الفتيات على أعمال الخياطة والأعمال الإدارية والكتابة على الآلة الراقنة - الكاتبة - ونحوها.
وأظهر الاتحاد حرصه الكامل على إعداد نخبة من الشباب للإطارات النقابية إعدادا تتوافر فيه الصفات الفكرية والنضالية