حاول التمرد على السلطة الإسلامية. وأقام مكانه (الأمير ميخال آبافي). ورفض الإمبراطور النمساوي الاعتراف (بآبافي) بضغط من المجريين. فتهدده الباب العالي بالحرب. وهكذا بعثت في أوروبا فكرة الواجب المشترك الذي يفرض على العالم المسيحي كله العمل من أجل دفع الخطر الإسلامي، وهي الفكرة التي طالما عمل لها البنادقة. واستجاب الملوك لدعوة البابا - بمن فيهم ملك فرنسا لويس الرابع عشر - وذلك من أجل نصرة إخوانه في الدين، على الرغم من صلاته الطيبة بالباب العالي، فحمل الأمراء الألمان الذين يؤلفون عصبة اتحاد الراين (آل هبسبورغ) وكانوا حلفاءه، على أن يضعوا (٢٠) ألف رجل تحت تصرف الإمبراطور الألماني، فأحرجت هذه البادرة بلاط فيينا، الذي كان لا يزال يسعى لتجنب الحرب، ويأمل في مفاوضة العثمانيين. ولكن صبر السلطان ماعتم أن نفد، فأصدر أوامره بالهجوم على المجر في نيسان (أبريل) ١٦٦٣، حتى إذا انتهى العثمانيون إلى أن يهددوا فيينا ذاتها، دعا الإمبراطور اتحاد الراين، بل دعا السويد أيضا، إلى نجدته، غير أن ما تلقاه من دعم وما أحرزه من انتصارين أبرزهما انتصاره على نهر الراب (قرب جبل القديس غونارد) لم يمنعاه من متابعة جهده الباسي فعقد مع العثمانيين الصلح (سنة ١٦٦٥) حتى ينصرف لمناوأة السياسة الإفرنسية. بذلك، أصبح باستطاعة القوات العثمانية إلقاء كل ثقلها في معركة (كريت). وكان البنادفة يتوقعون - بل ينتظرون - وصول دعم من فرنسا، لكن هذه لم ترسل أكثر من بعض الضباط للإلتحاق في خدمة البندقية، وعندما قرر لويس الرابع عشر إرسال حملة تضم (٧) آلاف رجل في صيف
= للملكة الهنغارية منذ القرن الحادي عشر. ثم حصل على نوع من الاستقالال (١٥٢٥ - ١٦٨٦) وأصبح تابعا لحكم آل هبسبورغ بعد ذلك.