للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومضت صحافة العدو وهي تعلن في كل يوم أنه قد تم قتل (كذا) من الثوار، وأسر عدد (كذا) منهم، وأنه قد تم تطهير الجبال من المقاومة. وقد عانى المجاهدون خلال هذه الفترة كل أنواع المشاق، وتعرضوا لكل أشكال المصاعب، حتى أن بعضهم اضطر لأكل الضفادع التي كان يصطادها من الأنهار (ومنهم على سبيل المثال المعروف بلقب - باش آغا - واسمه سي العرب من توجا - ظهرة بجاية). وفقد المجاهدون كل ما كانوا يختزنونه من المواد التموينية، واستنزفت قدرتهم.

وأخيرا، وصلتهم أوامر أكيادة بالتوجه إلى قرى معينة لتأمين إمداداتهم وموادهم التموينية وكان لا بد من تنفيذ هذه المهمة مع غروب الشمس. وقد قامت إحدى الزمر بالتوجه إلى قرية في دوار (غيط منصو) في سفح (جبل أكفادو). وتوجهت إلى منزل اتخذته ملجأ لها، وأرسلت أحد أفرادها (علي مزعورة) للاتصال برئيس القرية، ووضع آخر للحراسة والمراقبة، وما هي إلا لحظات حتى دخل المراقب (الحارس) وقال لأفراد الزمرة بأن أخوهم (علي مزعورة) قد وقع أسيرا في قبضة الجنود الفرنسيين، وأن عليهم مغادرة المنزل فورا، إذ أن القوات الفرنسية لا تبعد عن الملجأ بأكثر من عشرين حتى ثلاثين مترا. وما إن غادر أفراد الزمرة القرية، حتى انطلق شهاب في اتجاههم أضاء السماء فوقهم، وتبعته شهب أخرى. وتبع ذلك أيضا إطلاق النار من رشيش (٢٤ - ٢٩). ولم يخرج المجاهدون من مهمتهم بنتيجة تزيد على فقدهم لأخيهم (علي مزعورة) الذي أخذه الفرنسيون للتحقيق معه، حيث تعرض لشتى أنواع التعذيب طوال أسبوع كامل. حملوه بعده إلى غابة (أكفادو) وقتلوه بواسطة قنبلة يدوية

.

<<  <  ج: ص:  >  >>