للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تحمل مواطنين جزائريين. وما إن وصلت القافلة إلى موقع الكمين حتى غمرتها نيران المجاهدين، ولم يكن من الغريب على هؤلاء المجاهدين تدمير عربات القافلة كلها في دقائق قليلة، ولم تتمكن من النجاة إلا العربة الخفيفة (الجيب) والمدرعة التي كانت ترافق القافلة للحراسة. وحصل المجاهدون على غنيمة كبيرة شملت (٢٢) مسدسا و (٧) أجهزة لاسلكية، ومواد تموينية منها كميات من السكاكر والشوكولا. وعلى الأثر ظهرت ثمان طائرات قاذفة، لم تتأخر عن إلقاء حممها لتدمير المنازل المحيطة بالمنطقة وإحراق الغابات. وخشي المجاهدون من مطاردة العدو لهم، فتفرقوا على الفور، وتوجهت كل كتيبة إلى الإقليم الذي جاءت منه.

زج العدو بثقل قواته لمطاردة المجاهدين، فحشد (٤٥) ألف جندي لتطويقهم، مع ما توافر لهؤلاء الجنود من دعم هائل كالطيران والمدرعات والمدفعية، غير أن العدو لم ينجح في الانتقام لقتلاه، فتوجه بانتقامه إلى المدنيين، ولم يكفه ذلك فأخذ في إحراق الغابات، وتدمير المنازل والبيوت وقتل الحيوانات (البهائم) وإتلاف الحدائق والممتلكات واستمر ذلك طوال خمسة عشر يوما. وكان انتقام العدو من المواطنين، ثقيلا، ومرهقا. برهن فيه المواطنون العزل من السلاح أنهم على العهد بهم، أقوياء بأنفسهم، تملؤهم ثقة لا تتزعزع بقدراتهم وبقوة جيشهم - جيش التحرير الوطني -.

تكونت قناعة لدى العدو بأن الثوار (العصاة أو الفلاقة) منتشرون في كل زاوية من زوايا المنازل، وعلى كل غصن من أغصان الأشجار، وفي مجرى كل نهر من الأنهار، وهكذا انطلق بعملية قصف مرعبة حيث أخدت طائراته بقصف كل الأقليم قصفا

<<  <  ج: ص:  >  >>