نساء الشهداء وأبناءهم، ويرعى أسر المجاهدين الذين أودعتهم السلطات الاستعمارية في السجون. وعلى الرغم من قيام ضباط الحرس المتحرك، وضباط المظليين، والمسؤولين في البلدية، وعلى الرغم أيضا من تعيين ضباط من (مكاتب الشؤون الأهلية - الساس) في قلب هذا المركز البلدي. فإن الموظفين فيه استمروا في ممارسة عملهم، ولم تضعف إرادتهم، وبصورة خاصة إثنان منهم كانا على معرفة تامة بكافة أسرار المنظمة السرية للفدائيين. وكانا يمتلكان قدرا من الشجاعة البطولية مكنتها من متابعة دورهما دون توقف، ودون خوف من الزيارات المباغتة التي كان يقوم بها المسؤولون الفرنسيون من مدنيين وعسكريين.
...
لا زالت عربة (تدريب السواقة) متوقفة أمام مبنى البلدية. وقد أشار سائقها إلى موظف يعمل في المركز واسمه (محمد الأندلسي). فاستأذن هذا رفاقه بالخروج متذرعا بحجة الذهاب لتلقي درس في قيادة السيارة حدد موعده في هذه الساعة. وصعد إلى جانب السائق، المدرب، وانطلقت السيارة على الفور، وما إن وصلت إلى الطريق العام، بعيدا عن أنظار الفضوليين، حتى قام السائق بإبلاغ (محمد الأندلسي) أمر قيادة جبهة التحرير الوطني التي كلفته باغتنام مناسبة اليوم الخامس من تموز - يوليو - للقيام بعمل مثير له أثر نفسي بعيد.
...
لقد أراد المسؤولن استخدام الأسلحة النفسية التي كان يستخدمها العدو ذاته ولكن بطريقة أكثر فاعلية وأكبر تأثيرا. ولم يكن