(البغدان والافلاق) إلى أن وصلت نهر الدانوب (الطوانه) واحتلت كيليا وبندر وابرائيل، بعد أن أخذت من النبلاء الرومانيين يمين الولاء للإمبراطورة الروسية (كاترينا) وفي هذه الأثناء ظهر في بحر - إيجة - لأول مرة - أسطول روسي عهد إليه مهمة إشعال الثورة في اليونان ودعم الثوار ضد العثمانيين.
وهكذا احتل القرصان الإيجيون عددا من المواقع الحصينة في المورة، ولكنهم لم يتمكنوا من الاحتفاظ بها. وقام الروس بعد ذلك بإضرام النار في الأسطول العثماني (في خليج جشمة) وذلك في شهر تموز يوليو (١٧٧٠م). غير أن الروس لم يستغلوا انتصارهم هذا. فكان أثر هذا العمل العدواني المباغت محدودا. وقامت القوات الروسية بهجوم جديد في سنة (١٧٧١م) فأمكن لها تحقيق نصر كبير باستيلائها على (برقوب) وإخضاع شبه جزيرة القرم. وقامت (بروسيا والنمسا) بالوساطة وتم عقد هدنة بين الطرفين تنازل السلطان العثماني مصطفى الثالث (١٧٥٧ - ١٧٧٣م) عن جميع مطالبه في بولونيا. غير أنه لم يتم الاتفاق بين الطرفين بشأن موضوع الحصون القائمة على البحر الأسود. وأعاد العثمانيون في هذه الفترة تنظيم قواتهم، وأمكن لهم صد القوات الروسية في البلقان. وأرغموا الروس على رفع الحصار عن (سلسترة) و (فارنا) والانسحاب في أواخر سنة ١٧٧٣ عبر الدانوب. ثم توفي السلطان مصطفى عندما كان يعتزم قيادة الجيش بنفسه لتدمير جيش روسيا. وخلفه أخوه عبد الحميد الأول (١٧٧٣ - ١٧٨٩). فوجه القوات بقيادة الصدر الأعظم (محسن زاده) الذي وقع في كمين نصبه له الروس عند (شملا) وفرقوا جيشه، فاضطر إلى طلب الهدنة. وتم التوقيع على معاهدة للصلح بين الفريقين في (كوجك قينارجه - جنوبي سلسترة) بتاريخ ٢٢ تموز - يوليو - ١٧٧٤م.