للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي شهر شباط - فبراير - من السنة ذاتها أعلن إمبراطور النمسا (جوزيف الثاني) الحرب على العثمانيين، وتقدمت جيوشه في الصرب وتراسلفانيا. وتدخلت من جديد (بروسيا) والدول البحرية للوساطة، وتم عقد صلح (زشتوى) في ٤ آب أغسطس سنة ١٧٩١، وبموجبه احتفظت الإمبراطورية العثمانية بإمارات الدانوب حتى (أرسورة). وتابعت روسيا الحرب بضراوة في بسارابيا والقرم والدانوب، ثم وقعت صلحا مع الإمبراطورية العثمانية (عند ياش) في ٩ كانون الثاني - يناير - سنة (١٧٩٢ م) وقضى هذا الصلح بجعل نهر الدنيستر هو الحد الفاصل بين الدولتين، وتنازل الأتراك لروسيا عن شبه جزيرة القرم بصورة نهائية.

كان ذلك عرضا سريعا للصراع المرير الذي خاضته الإمبراطورية العثمانية ضد أعداء الخارج. وكانت مرغمة على خوض مجموعة من الصراعات الداخلية أيضا، كان من أبرزها الصراع مع المتمردين من قادة الجيوش (الإنكشارية) ومع الشيعة في (فارس) ومع المتمردين في سوريا ولبنان. ولم تكن أعمال هذا التمرد وتلك الثورات بعيدة عن التحريض الخارجي وهو ما تبرزه بصورة خاصة (ثورة جنبلاط) في الشام وثورة (فخر الدين المعني) في جبل لبنان (١). ونظرا لارتباط هذه الأحداث بما كان يحدث على جهة المغرب الغربي الإسلامي والمشرق العربي الإسلامى فقد يكون من المناسب التوقف عندها قليلا.


(١) تم الاعتماد في البحث هنا على ما ورد في (تاريخ الشعوب الإسلامية) كارل بروكلمان دار العلم للملايين ص ٥١١ و٥١٣ و٥١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>