الأخرى التابعة للدوائر الاستعمارية من أنفسهم وهم يطلقون الافتراءات الفاحشة.
ويعرف الشعب الجزائري كما يعرف الرأي العام العالمي أن المتسعمرين الإفرنسيين قد أفلسوا ولم يبق لهم من وسيلة لمواجهة ثورة الشعب الجزائري غير الدس الرخيص وإشاعة النوايا السيئة. ويلزمنا أن نعترف أن للحادثة أهميتها. إذ كيف يمكن للفتاة (الموريسكية) أن تحمل السلاح وتناضل مع المجاهدين؟ تلك خيبة أمل قاسية هزت أسس اللعبة الاستعمارية في وقت احتضار الاستعمار. ولقد خطت الجزائرية بفعلها هذا خطوة حاسمة. فلقد ظهرت على حقيقتها. ومن هنا فقد أصبحت مريم وصفية وفضيلة رمزا للمرأة الجزائرية الأصيلة. تلك المرأة التي حاول الاستعمار الكريه أن يدمرها بمختلف الوسائل والسبل. وفشل الاستعمار في محاولته التي استمرت طوال (١٢٦) سنة. واحتفظت المرأة بأصالتها الجزائرية. وهذا الشعور بالأصالة هو الذي يوحد اليوم بين نساء الجزائر، لا فرق بين من تسكن المدينة أو تقيم في القرى، حيث تشتركن جميعا في الجهاد لتحرير وطننا .. الخ).
...
تلك مقتطفات من رسالة (أخت مجاهدة) غير أن هذه الرسالة لا تكفي لإعطاء صورة كاملة عما قامت به المرأة الجزائرية المجاهدة. ولعل في (القصص الوثائقية) الواردة في القسم الثاني من هذا الكتيب ما يغطي هذه الناحية. وتبقى هناك نقطة ثانية وهي ما تعرضت له الجزائر المجاهدة وثوارها من معاناة مريرة عبر (الإرهاب الاستعماري) وهو موضوع (الفصل الثالث) من هذا الكتاب. ولئن كان هذا الإرهاب مركزا ضد المجاهدين والفدائيين