تولى مقاليد الحكم في (توسكانيا) فتقدم إليه (فخر الدين) وعرض عليه تجريد حملة صليبية جديدة، غير أن كوزموس كان أعقل من أن يفكر في مثل ذلك.
وقضى فخر الدين خمس سنوات في البندقية (فلورنسا) استطاعت خلالها أمه (نسب) أن تدافع عن بلاده باسم حفيدها (أحمد علي) ضد والي دمشق. حتى إذا رجع (فخر الدين) من إيطاليا. اضطر إلى الاعتراف بابنه أميرا على البلاد. ولكنه قاد بالنيابة عن ابنه الحرب ضد العثمانيين. وأفاد من انصراف العثمانيين لقتال الشيعة في بلاد فارس (ايران) فعمل على بسط نفوذه على الساحل الشامي حتى أنطاكية. وفي سنة (١٦٣١م) نشأ بينه وبين الباب العالي نزاع بسبب من رفضه السماح لجيش من جيوش السلطان، حشد لحرب الفرس، أن يقضي فصل الشتاء في البلاد التي يحكمها، وطرده لهذا الجيش بقوة السلاح. وبعد سنتين اثنتين، وجهت الدولة ردا على هذا النقض لإحكام السلم، أسطولا آخر إلى الساحل الشامي فاحتل المرافىء جميعا، في حين هاجم الولاة المسلمون (الدروز) في البر، وفي ١٠ تشرين الأول - أكتوبر - استدرج علي بن فخر الدين، إلى خوض معركة فاصلة دارت رحاها في السهول، فهزم هزيمة شنعاء ولقي حتفه هو وعمه. وهكذا اضطر (فخر الدين) إلى أن يستسلم في مفزعه الأخير في ١٢ تشرين الثاني -نوفمبر - فحمل إلى استانبول، حيث حز رأسه في ١٣ نيسان - أبريل - سنة (١٦٣٥م) بعد أن قام ابن أخيه (ملحم) بمحاولة فاشلة للثأر لشرف أسرته عن طريق الثورة المسلحة.
كانت الدول الغربية تتابع باهتمام كبير ثورة (جان بولاط) و (فخر الدين المعني) فبدأت الاتصال بالدروز والموارنة. وعندما احتل إبراهيم باشا فيما بعد (سنة ١٨٣١) بلاد الشام، قام الموارنة بدور