وجه أساقفة الجزائر خطابا مشتركا، اتبع بقرار اتخذه جميع الكرادلة وكبار الأساقفة، تعرض فيه للمبادىء التي يجب أن يستنير بها المسيحيون للحكم على الحوادث، ويسترشدوا بها لاتباع الطريق السوي.
إن الآلام التي تنتج عن الخلاف القائم، يخشى أن تؤدي إلى أوخم العواقب، وأن تضر بكل محاولة لتسوية المشكلة بطريقة عادلة، وقد يترتب عنها، عند البعض، فقدان تام للاحترام الواجب للكرامة الإنسانية، كما يترتب عنها عند الآخرين اضطرابات وشكوك قد تؤدي إلى إعادة النظر في الواجبات المبدئية نحو الوطن.
إن الحقد لا يجب أن يجد له مكانا في قلب المؤمن، وهو بالأحرى لا يمكن أن يستعمل حجة للقيام بأعمال إرهابية عمياء، يكون ضحاياها الأبرياء، أو إلى القيام بمظاهرات دامية لمقاومة الإرهاب. إن هذه الطريقة الشنيعة المكروهة يخشى منها أن تخلق عوائق وعقبات لا يمكن التغلب عليها في الطريق المشروع الطويل الأجل الذي يقوم عليه مستقبل الجزائر. وما سبق للأسقفية أن أكدته مرارا، وكما يشهد بذلك تدخلها المتكرر لدى السلطات المسؤولة، فإن كل من تكون مهمته حماية الأفراد والأموال ملزم بأن يحترم الكرامة الإنسانية، وأن يمتنع البتة عن كل إجراءات تحرمها الشريعة الطبيعية والقانون الإلهي. وهي إجراءات كثيرا ما اعترضت عليها السلطات العامة. وبالنسبة للأزمة الحالية، فإننا جميعا وكل منا على انفراد، يجب أن يتذكر في كل وقت بأنه لا يمكن أن يسمح له بأي حال من الأحوال أن يستخدم طرقا وأساليب مستهجنة في ذاتها، ولو كان ذلك في سبيل قضية محمودة.
وفي وسط كل هذا الاضطراب والقلق، ما زال هناك سبب كبير