فبعد أن شرح أسباب القرار الذي دفعه إلى الوزير المقيم بالجزائر، السيد (دوبير لاكوست) وإلى الجنرال (سالان) القائد العام. سلم الجنرال (دو بولارديير) قيادة منطقة الأطلس البليدي التي كان مسؤولا عنها، ورجع إلى فرنسا. وقد عجب كثير من الفرنسيين ذوي النيات الحسنة، وأبدوا استياءهم من البيانات التي قدمت لهم بطريقة رسمية على أنها حملة مغرضة من رجال الفكر والمسيحيين الذين يسهل إثارتهم والتأثير عليهم، وإن لم يكن الأمر متعلقا بتحريضات شيوعية. وعلى كل، فإن النتيجة كانت واحدة في الحالتين الهبوط بالروح المعنوية للجيش والأمة لمصلحة الخطط الإجرامية لجبهة التحرير الوطني.
إلا أن (رسالة القوات المسلحة) كانت تؤكد بأن بعض الضباط الذين يحاربون في الجزائر، من مختلف الطبقات، ومن ذوي التاريخ الحربي المجيد، قد أظهروا خيبة أملهم تجاه بعض عمليات البحث عن الإرهابيين فقد جاء في هذه الرسالة (إن النخبة الممتازة من الضباط دوي الماضي الأدبي يأنفون من أداء هذه المهمة الدنيئة وغير المجدية).
واليوم! نرى رئيسا من بينهم، له ماض ساطع مشرف، يحذر المسؤولين برفضه القاطع لتنفيذ الأوامر الصادرة إليه. واتباع الطرد التي يراها غير مقبولة في نظره. وقد أبدى غيره من قبل إلى الرؤساء المباشرين أراءهم بأن المشكلة التي تواجهها قوات المحافظة على الأمن، هي مشكلة لا يمكن حلها، ما لم تتوافر للقوات معاونة حقيقية وفعالة من قبل السكان، وأن عمليات القمع الأعمى إن هي إلا مجازفة سوف تؤدي بنا عاجلا أو آجلا إلى اتباع سياسة (إبادة الشعب الجزائري) أو (الاستسلام لمطالبه).