بسرعة أكبر، ولكني أكدت أيضا بأن الالتجاء إلى السلاح وحده لا يكفي بالمرة؛ إنه يهدد بإدامة القطيعة بيننا وبين الجماهير الإسلامية، هذه القطيعة التي يعمل لها بالضبط أصحاب هذه الأساليب الكريهة التي تثيرنا كل الاثارة، والواقع أن كل سياسة تتجاهل عواطف السكان الأصليين وبؤسهم تؤدي، شيئا فشيئا، إلى فقدان الشعب الجزائري، وإلى ضياع الجزائر ذاتها، ومن ثم يؤدي بصورة حتمية إلى فقداننا أفريقيا كلها، وهذه هي سياسة الهزيمة والانسحاب لقد حثثت الحكومة على سلوك سبل أخرى، واتباع - رغم معارضة أولئك الذين عموا عن رؤية الهوة السحيقة التي يشرفون عليها ويجروننا معهم إليها - سياسة أخرى غالبا ما أسيء فهمها، بل وصفت أحيانا بأوصاف بشعة: تلك هي سياسة إعادة البناء على أساس انضمام جميع الشعوب التي تشكل هذه الامبراطورية التي هي مبعث فخرنا واعتزازنا!.
اننا إذا أردنا في الجزائر إنقاذ (الوجود الفرنسي) فيجب علينا الإسراع بأقصى ما يمكن حتى نجذب إلينا تلك العناصر من السكان التي عرفت منذ أمد طويل بثقتها بفرنسا، لضمان تحررها التدريجي. لقد ابتعدت هذه العناصر عنا بتأثير دعايات ممقوتة أجنبية وداخلية، إلى جانب أخطائنا الكثيرة التي تعود لجهلنا بالأمور، وعدم فهمها فهما صحيحا! ولذلك، فإنه من الضروري - في اعتقادي - إحياء الثقة والأمل من جديد في نفوسنا بأعمال ملموسة وشواهد حية: وإلا فإننا سنطرد من الجزائر عاجلا أم آجلا، هذا الطرد الذي يتعين علينا واجب منعه ودفعه، يدا بيد وساعدا بساعد! ومن المؤسف أن العناصر المعتدلة بين مسلمي الجزائر، هذه العناصر التي كان من واجبنا أن نسندها ونؤيدها،