فرانس). وأكد استمرار ولائه وإخلاصه للخطوط العامة لسياسته الجزائرية التي أعلنها في عدة مناسبات سابقة، وانتقل بعد ذلك فأثنى على سياسة وزيره المقيم في (الجزائر) وامتدح شجاعته وحكمته، وتضمن بعدئذ خطابه (١) ما يلي:
(... إن موقف الصحافة والأحزاب ورجال السياسة مثقل بأشد المسؤوليات الملقاة على عاتقهم، ولكنهم لم يفهموا مسؤولياتهم دائما؛ فكثيرا ما تجدهم مفتقرين للروح الموضوعية، ومتأثرين مباشرة بالاعتبارات الحزبية الداخلية الضيقة. إنهم يضخمون بعض الأخطاء الفردية المرتكبة من قبل بعض المواطنين الفرنسيين في الجزائر، فيعطون بذلك مجالا خصبا للدعاية التي يستخدمها خصومنا وأعداؤنا ضدنا في العالم كله؛ إنهم يصفون العصاة بأنهم (وطنيون) بل إنهم يجرؤون حتى على مقارنتهم بأبطال المقاومة من الفرنسيين. إننا وإن كنا لا ننكر بأن بعض المحاربين لفرنسا في الجزائر، يستوحون بعض المثل القومية والوطنية، إلا أننا نتساءل باستنكار: أي بطل وطني حقيقي من أبطال المقاومة يرتضي لنفسه أن يقارن بهؤلاء الذين يضرمون النار في المدارس والمستشفيات، ويذبحون حتى النساء والأطفال؟!
إن بعض صحافتنا لا تتورع عن أن تنشر في أعمدتها تفاصيل مريعة عن جرائم وحشية مزعومة قامت بها قواتنا، دون أن تعبأ بآثار ذلك على معنويات الجيش الفرنسي، أو تهتم أقل اهتمام بسمعة المسؤولين في الحكم وكرامتهم! ...
لست أزعم احتكار (المقاومة) الفرنسية لنفسي أو لحزبي إلا