للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الرقابة اللازمة تحت إشراف شخصيات محترمة مشهود لها بالحياد من قبل الجميع.

إن الجزائر لن تكون دولة إسلامية بسبب وجود المليون أوروبي مسيحي فيها، كما لن تكون دولة عربية بسبب وجود البربر فيها، ولكنها لن تكون في الوقت ذاته مقاطعة فرنسية صرفة كسائر المقاطعات الأخرى، بسبب وجود الثمانية ملايين مسلم فيها. إن للجزائر طابعها الخاص الذي تتميز به عن سائر بلدان العالم (؟!) ومن الضروري الاعتراف لها بشخصيتها الجزائرية الخاصة، مع ضمان اتحادها بفرنسا الأم بروابط غير قابلة للانفصام! إن من الضروري ضمان المساواة التامة في الحقوق لسكانها المسلمين، إلى جانب احترام الحقوق المشروعة للسكان الأوروبيين. إن المجتمع الجزائري الجديد سوف يبنى على توزيع المسؤولية العادل في الأمور السياسية والاقتصادية معا، كما أن اللامركزية الإدارية ستضمن منح الوحدات المحلية سلطات واسعة تتفق مع مبدأ الإدارة الذاتية. إذن، لن يتضمن الحل للقضية الجزائرية، لا الرجوع لانظمة الماضي العتيقة، ولا الانفصال عن فرنسا وطرد الأوروبيين من وطنهم الحقيقي الجزائري. إن رغبتنا، إذن، في التجديد واضحة، ولا أستطيع إلا أن أعجب لأولئك - العرب - الذين يشكون في طابع سياستنا الحر، أو يجرأون على السخرية منها! فهل هناك سياسة أكثر حرية من إعلان الانتخابات الحرة (؟) وهل هناك من لا يتمنى أن يرى البلدان التي تنتقد سياستنا وتصرفاتنا، تعطي نفس الضمانات ونفس الطابع الديموقراطي لأنظمتها في الحكم؟ .. نحن لا نشهر الحرب ضد الشعب الجزائري ذاته، كما لا نشهرها

<<  <  ج: ص:  >  >>