حتى قرر مواجهة المشكلة الأولى التي تعانيها فرنسا - مشكلة الجزائر - فقرر القيام بزيارة ميدانية للجزائر، ومن هناك يعلن موقفه من هذه المشكلة وطريقة معالجته لها. وتطلع العالم كله إلى الكلمات التي سينطق بها (ديغول)، وكان هناك أمل لدى الكثيرين أن (ديغول) لن يخضع للمستوطنين، بعد أن تمكن من كل شيء، وأنه سيغلب مصلحة الشعب الفرنسي على (مصلحة المائتي عائلة).
ولكن، لم يكد (ديغول) يصل إلى الجزائر يوم ٤ حزيران - يونيو - ١٩٥٨، حتى أعلن أن إنقلاب (١٣ أيار - مايو -) قد بعث فرنسا من جديد، وأنه يوافق على كل ما فعله زعماء هذا الانقلاب، ثم عقد اجتماعا ضخما حضره آلاف الفرنسيين المستوطنين بالجزائر. وقال:(إن كل المواطنين في الجزائر سيصبحون فرنسيين، ولم يعد في الجزائر مسلمون وفرنسيون كما كان الحال في الماضي) وأعلن بعد ذلك أنه سيجري انتخابات عامة تشترك فيها الجزائر، مسلموها وفرنسيوها على السواء؛ وطلب إلى المجاهدين (إلقاء السلاح والدخول في هذه الجزائر الجديدة، الجزائر الفرنسية، وقال إنهم أبطال شجعان، اضطروا لحمل السلاح لأن السياسة الفرنسية فيما مضى هي التي كانت تفرق في المعاملة بينهم وبين الأوروبيين، ولكن عهد المساواة قد بدأ الآن، ليفتح المجال أمام الصلح).
وسافر (ديغول) في اليوم التالي إلى قسنطينة، ثاني مدينة في الجزائر، حيث ردد نفس المصطلحات مع مزيد من الإيضاح: (فقال إنه ميحقق المساوة بين المسلمين والفرنسيين فيما يتعلق بالاشتراك في الاستفتاء على الدستور الفرنسي الجديد، وانتخابات الجمعية الوطنية، وعاد فناشد المجاهدين الكف عن القتال، وبدء