(كان أول عمل حكومي قام به - ديغول - هو تبني رأي المتطرفين في إدماج الجزائر بفرنسا، رغم أن هذا الرأي يصطدم بالحقيقة التاريخية، ألا وهي الأماني القومية للشعب الجزائري. إن تصرفات - ديغول - هذه تتعارض مع شعور الفرنسيين الذين حنكتهم التجارب، والذين يريدون الوصول إلى حل سلمي لتسوية النزاع الجزائري - الفرنسي على أساس المفاوضات. وإن الاعتراف بحق الجزائر في نيل استقلالها هو السبيل الوحيد الذي يمهد لمثل هذه المفاوضات، ولإنشاء علاقات جديدة بين فرنسا والجزائر، تقوم على تجاوب المصالح وصداقة الشعبين ...).
وهاجمت صحيفة (كوريير دي لاسيرا) الايطالية سياسة (الدمج) التي تبناها (ديغول) في مقال لها تضمن ما يلي: (إن أكثر الأشياء بروزا في فرنسا هو خلو صحافتها من أي درس عميق وجدي للمشكلة الجزائرية، ومع ذلك فإن كل فرنسي يعلم أن هذه المشكلة هي السبب في إغراق الجمهورية الرابعة، وأنها بصورة خاصة السبب في المناداة بالجنرال - ديغول -. لقد مضى على فرنسا إثنا عشر عاما وهي تغرق نفسها، وتنزف دماءها من أجل الدفاع عن امبراطورية استعمارية تخجل من تسميتها باسمها الحقيقي، فهي تمدد في عمر مشاكلها لأنها عجزت عن النظر فيها نظرة صريحة إيجابية، وإن المستعمرات لم تكتف باستنفاذ أموال فرنسا، بل أنهكت أعصاب الفرنسيين، وعجلت بقلب نظام الحكم. إننا لسنا في حاجة للدخول في الجزئيات، بل نكتفي بالملاحظة التالية وهي أن فرنسا، في سبيل الدفاع عن مستعمراتها، اندفعت إلى تأسيس