للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الثامنة من صباح اليوم - فيما كانت قطعات عسكرية قد رابطت على مداخل الأحياء العربية - أنه بقي للتجار مهلة ربع ساعة لفتح حوانيتهم، ولكن هذه النداءات اصطدمت بصمم مؤثر واجهها به المسلمون القابعون في منازلهم. وفي الساعة الثامنة والنصف كانت ضربات المطارق تخرق السكون ... لا شيء أوقع في النفس، في هذه المدينة التي غلبها النوم، من مشهد الدكاكين التي فتحت بالقوة، وتركت هكذا تحت رحمة المارة) (١).

وورد في (صحيفة فرنسية) (٢) تعليق عن اليوم الثاني من إضراب الثمانية أيام ورد فيه ما يلي:

(الأبواب المغفورة التي فتحها الجيش عنوة تسمح هنا برؤية (الديكور) التقليدي لمقهى عربي خاو، وهناك ترى أكداس مهملة من الأنسجة ذات الألوان الزاهية - برتقالي ووردي -. وإذا كان التجار المسلمون قد أضربوا عن العمل، فقد حذا المشترون حذوهم ... إن هدف (قادة جبهة التحرير الوطني) هو أبسط من ذلك وأكثر خطرا: البرهان على أنهم يمارسون بلا منازع تأثيرا حاسما على المسلمين بالجزائر.

لقد تم استدعاء العسكريين مرة أخرى، إنهم يقرعون الأبواب القديمة المزينة بالورود، في حي القصبة، ويدعون الأهالي للالتحاق بأماكن عملهم، أو لمغادرة منازلهم على الأقل. وإذن، كان بالمستطاع في هذا الصباح أن تقع العين على عدد لا بأس به من المسلمين، يتجولون في شوارع منتصف المدينة، معيدين إليها


(١) صحيفة (لوموند) ٢٩ كانون الثاني - يناير - ١٩٥٧ و٣٠ منه.
(٢) صحيفة (لوموند) ٣١/ ١/ ١٩٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>