للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المسلمين الذين يضطرهم العسكريون لمغادرة منازلهم، يعمدون إلى نوع من المقاومة السلبية؛ لقد أكرهوا على الخروج، ولكنهم يتنقلون هنا وهناك، بلا هدف، في الشوارع المضيئة، وكثيرون منهم يرفضون العودة إلى المناجم أو المشاريع) (١). وورد بعد ذلك أيضا ما يلي:

(إن الإضراب الذي أطلقته (جبهة التحرير الوطني) يوم الاثنين - ينتهي اليوم، ودللت السلطات على أنها تعتبره منتهيا منذ أمس، حيث رفعت الحصار العسكري الذي كانت فرضته على حي القصبة، بعد ظهر الأمس. وعلى الرغم من أن ظواهر الأمور لا تنم عن شيء من هذا، فإن الإضراب ما زال مستمرا في عدد من المصالح الإدارية، حيث بلغت نسبة المتخلفين (٩٨) بالمائة. وأخيرا، فإن تغيب معظم التجار المسلمين عن مخازنهم وحوانيتهم التي ما تزال مفتوحة وخاوية، يؤكد أن الإيعاز قد روعي تنفيذه حتى يومه الأخير من قبل الكثيرين ...).

ووصفت (وكالة رويتر) (٢) البريطانية الإضراب بقولها: (بدأ الجزائريون إضرابهم العام عن العمل لمدة ثمانية أيام تنفيذا لإيعاز (جبهة التحرير الوطني)، وفي صباح الإثنين كانت سائر المخازن بمدينة الجزائر معلقة، إلا ما يديره الأوروبيون، وقبيل الضحى، أجبرت القوات الفرنسية التجار المضربين على فتح مخازنهم. وتدل الأنباء التي وردتنا على أن المخازن المغلقة في مدن الجزائر الرئيسية كانت بنسبة تسعين بالمائة، كما أن (٧٥) بالمائة من الموظفين غير


(١) صحيفة (لوموند) ٣ و٤ شباط - فبراير - ١٩٥٧.
(٢) الثورة الجزائرية والقانون - البجاوي محمد - ص ١٠٩ - ١١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>