للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المفضوحة ما شهد به الصحافيون الفرنسيون والأجانب، وهذا الذي جعل الكتلة الاستعمارية العنصرية التي ظهرت يوم ٦ - شباط - فبراير - تأخذ في التصدع، وأخذت البلبلة تزول وتفسح المجال شيئا فشيئا للشعور الواقعي، وثبت أن الرأي القائل بالحل العسكري الذي يهدف إلى إبقاء على ما كان عليه، إنما هو وهم باطل، وأصبحت مسألة الساعة اليوم هي: بعد رجوع السلم عن طريق المفاوضات، ما هي الوضعية التي ستخصص للذين يعتبرون الجزائر وطنا كريما سخيا، حتى بعد زوال حكم (بورجو)؟، وقد ظهر في هذا الشأن اختلاف في الميول والاتجاهات:

١ - أصل هذه الميول هي فكرة (الحياد) وهي تعبر عن الأمل في ترك الغلاة من الاستعماريين يدافعون عن امتيازاتهم التي يهددها الوطنيون (المتطرفون).

٢ - أنصار الحل الوسط، أي المفاوضات لتنظيم جماعة جزائرية، تحتل موقعا متوسطا بين (الاستعمار الفرنسي) و (الاستعمار العربي) المتأخر، وذلك بإحداث جنسية مزدوجة.

٣ - أقوى الآراء جرأة، هي التي تقبل استقلال الجزائر والجنسية الجزائرية، بشرط الاعتراض على التدخل الأمريكي والبريطاني والمصري.

وهذا في الواقع تحليل مختصر لا يهدف إلى شيء سوى إبراز الخلاف الموجود في الرأي العام الأوروبي.

وعليه فمن الخطأ الفادح الذي لا يغتفر، أن ينظر إلى جميع الأوروبيين واليهود من سكان الجزائر بعين واحدة كما أنه من الخطأ الذي لا يغتفر توهم الوصول إلى كسبهم جميعا لصالح قضية التحرر الوطني، والهدف الذي

<<  <  ج: ص:  >  >>