الأول) (١) بإعطاء مزيد من الاهتمام بعالم البحر، لا سيما وأنها لمست ما حققته إسبانيا والبرتغال من مغانم عبر غزواتها البحرية، فكان أن أطلق (جاك الأول) حرية العمل لقراصنته الذين حققوا أرباحا خيالية من خلال هجماتهم على السفن التجارية الإسبانية والبرتغالية. وفي سنة (١٦٢٠م) أراد (جاك الأول) إرغام دولة الجزائر على إيقاف الحرب البحرية ضد السفن الإنكليزية، دون أن يعقد معاهدة مع الجزائر يسود بواسطتها السلام. وجاء الأسطول الإنكليزي إلى الجزائر، تحت قيادة الأميرال مانسل، وكان يحمل ألفا وخمسمائة رجل من المقاتلين، وطالب الجزائريين بتسليمه ما لديهم من أسرى الإنكليز، فرفضوا الإذعان لذلك الإنذار، وأخذ الأسطول يرمي القنابل على المرس، وحاول أخذ سفن من أسطول الجزائر، فلم يقدر على ذلك. وأنزل رجاله حوالي المدينة قصد إرهاب الجزائريين، فما استطاعوا أن ينالوا منهم منالا، ورجعوا إلى سفنهم، ثم أقلعوا إلى بلادهم دون طائل.
وتكررت بعد ذلك عمليات الصراع في البحر مع السفن الإنكليزية، وكانت هذه العمليات الكثيرة والمتنوعة تدخل في إطار (أعمال القرصنة) بأكثر مما تدخل في إطار (الأعمال العدوانية ضد الجزائر).
(١) جاك الأول: (JACQUES ١er) وهو جاك السادس (JACQUES D'ECOSSE) ابن ماري استيوارت الأولى. ولد في ادنبرة سنة (١٥٦٦م) وأصبح ملك ايقوسيا سنة (١٥٦٧م) تحت الوصاية، وأصبح ملكا لإنكلترا (١٦٠٣ - ١٦٢٥م). اشتهر بحروبه الدينية.