اتخذت فرنسا سياسة ثابتة ضد إسبانيا وأوروبا، ودفعها ذلك إلى التحالف مع الإمبراطورية العثمانية في مناسبات كثيرة، وقد أرادت فرنسا استثمار هذا التحالف إلى أبعد الحدود، من أجل الحصول على امتيازات خاصة في المجالات التجارية مع كل دول الخلافة الإسلامية. ووافقت إستانبول على منح فرنسا (امتيازات قنصلية). ورغبت فرسا الإفادة من هذه الامتيازات لإرغام الجزائر على التعامل معها بموجبها. غير أن الجزائر رفضت باستمرار الاعتراف لفرسا بهذا الحق، وصممت على التعامل معها كدولة أجنبية في مجال التجارة، كما في مجال صيد المرجان على السواحل الجزائرية، حيث كانت هذه المجالات تنفتح في أيام السلم لتتوقف في أيام الحرب. وعندما تولى الملك لويس الرابع عشر (١٦٣٨ - ١٧١٥م) حكم فرسا وانصرف لبناء عظمة بلاده، خاض مجموعة من الحروب ضد إسبانيا خاصة، وضد كل الدول المتحالفة معها. وفي إطار بناء عظمة فرنسا أيضا، أراد لويس الرابع عشر إرغام الجرائريين على الالتزام (بالامتيازات الخاصة لفرنسا في المجال التجاري) و (إيقاف أعمال القرصنة ضد السفن الإفرنسية فجهز حملة بحرية قوية واجبها احتلال موقع ممتاز على الساحل الجزائري واتخاذه قاعدة تضمن حقوق فرنسا