إن المجلس الوطني للثورة الجزائرية، يندد بهذا التناقض الجوهري الذي يوجد بين الاعتراف (بمبدأ تقرير المصير) من جهة، ورفض (التفاوض) ومواصلة الحرب من طرف الحكومة الغربية من جهة أخرى، وهي حرب طويلة تستعد لها الحكومة الغربية بتجنيد دفعات جديدة وبتقوية وسائل التدمير لدى جيشها.
إن المجلس الوطني للثورة الجزائرية، في نفس الوقت الذي يندد فيه بهذه السياسة العدوانية، يؤكد من جديد إرادة السلام لدى الشعب الجزائري، الذي لم يضطر إلى اللجوء إلى الكفاح المسلح لإحراز حقه في الحرية والاستقلال، إلا بعد أن استنفذ كل الوسائل السلمية.
إن المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وهو متأكد من أن الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية، لن تدخر أي جهد للوصول إلى تسوية سلمية، يؤكد مع ذلك إرادة الشعب الجزائري في الكفاح طالما ظلت الحرب مفروضة عليه، وطالما لم يبلغ أهدافه.
إن المجلس الوطني للثورة الجزائرية يوجه تحية إجلال وإكبار حارة إلى الشعب الجزائري الذي يواجه منذ أكثر من خمس سنوات أبشع ألوان الهول والتعذيب، دون أن تلين إرادته الصلبة في الكفاح، وينحني بكل خشوع أمام أرواح مئات الآلاف من الشهداء الذين قدموا دماءهم لتحرير الوطن الجزائري، ويحيي المجاهدين الأبطال والشجعان في صفوف جيش التحرير الوطني الذين انتزعوا ببطولتهم وتضحيتهم إعجاب العالم، كما يحيى الخمسمائة ألف جزائري الذين يخوضون في فرنسا كفاحا ضد العنصرية والاستعمار، ويشجب استعمال التعذيب الذي وصل إلى درجة من