ذي الأهمية العظمى والذي كان فيما مضى محط آمال، ومظهر قيمة التقوى المسيحية والأمة الإسبانية. ولقد رأيت أن بقاء وهران تحت سلطان المتوحشين الأفارقة، إنما هو عائق عظيم يحول بيننا وبين نشر ديانتنا المقدسة. كما أنه باب مفتوح يواجه إسبانيا، ويهدد سكانها الساحليين بالغزو والاسترقاق.
... ومن أجل ذلك، قررت بأن أجمع في مدينة (اليقنت)(١) جيشا يضم ثلاثين ألفا من الرجال والفرسان، مع كل ما يلزمهم من الأسلحة والمؤن والمدفعية، وكل الآلات والمعدات اللازمة لمثل هذه المعركة الحاسمة. وعينت لقيادة هذه الحملة (الكونت دي موتيمار) ومعه مجموعة من القادة والضباط الذين تتوافر لهم الخبرة والشجاعة، مما يجعلنا نأمل بفوز مجيد في هذه العملية. ولقد جمعت بأمري في المكان ذاته عددا عظيما من السفن المختلفة الأنواع والأشكال، تحرسها سفن الأسطول الكبيرة والصغيرة، لحمل هذه الجيش العظيم حالا من أجل استرجاع مدينة وهران. وبما أن مثل هذه الحملة لا يمكن أن تنجح ما لم تكن مؤيدة بعناية الله، فقد أصدرت أوامري، لجميع ممالكي، بأن تقام في كل مكان صلوات عامة ابتهالا إلى الله، من أجل تحقيق النصر لجيشنا في هذه المهمة العظيمة) (اشبيليا ٦ حزيران - يونيو - ١٧٣٢م).
لقد عبر مضمون بيان (الملك فيليب الخامس) عن مدى المرارة التي نزلت بالإسبانبين نتيجة طردهم من (وهران). كما يعبر عن مدى الأهمية التي كان يعلقها الإسبانيون على امتلاكهم لهذه القاعدة في حربهم ضد الإسلام والمسلمين. ولقد تم تحرير وهران في الفترة التي كانت تخوض فيها إسبانيا ومعها أوروبا كلها تقريبا - حرب الوراثة
(١) أليقنت: (ALICANTE) مدينة إسبانية تقع على البحر الأبيض المتوسط ولها ميناء كبير