حدود هولاندا ستتغير أيضا وفقا لتلك المخططات. ولم يكن على كل حال هذا المشروع هو أول مشروع في أفق الديبلوماسية الغربية خلال تلك الفترة.
لقد كانت هذه الديبلوماسية المتنافسة (أحيانا) تسير بخطوات متوازية ومتكاملة، تشترك فيها انكلترا وفرنسا بالدرجة الأولى والنمسا وروسيا بالدرجة الثانية، ثم تأتي بروسيا بالدرجة الثالثة. وكانت هذه المنافسة تصل إلى مستوى الصراع أحيانا، غير أنها سرعان ما تصل إلى الاتفاق عندما يكون الأمر متعلقا بالسيطرة على العالم الإسلامي من خلال الهيمنة عليه، وهو الأمر الذي أدركه حاكم مصر في مرحلة متأخرة عندما تحدث إلى القنصل الروسي وهو يسدي نصائحه بصمت واهتمام، ثم قال له:(إني أرى بأن بروسيا في عداد الدول التي باتت تتدخل في شووننا كما لو كانت الحكومات الأربع الكبرى غير كافية، وكأن من الضروري انضمام هذه الدوله الخامسة - وأرى أن المنطق يخضع لقانون الأقوى)(١)
(١) رينه كتاوي (حكم محمد علي) ١٩٢ - ٢٠٢ إصدار القاهرة.