للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوية وسريعة وإنهاء الحرب في ثمانية أيام. واقترح فرنسي آخر بنزول حملة إفرنسية قرب (تنس) والهجوم على مدينة الجزائر برا. ولكن نابليون تخلى عن مشروع الحملة لانشغاله بالحروب على ساحة أوروبا. ولكنه أرسل إلى الجزائر قطعة من أسطوله (بقيادة الأميرال ليسيغ) حاملا رسالة إلى الباشا (سنة ١٨٠٢) يطالبه فيها بدفع التعويضات، ويعلمه برفضه تسديد المبلغ الذي يطالب به وهو (٢٠٠) ألف فرنك. وكان (القبطان بيرج) الذي جمع عندئذ معلومات هامة عن الجزائر، من بين الذين رافقوا هذه البعثة، وهو الذي سيكون من أعضاء الحملة البارزين في سنة (١٨٣٠).

جاء (جيروم نابوليون) إلى الجزائر في سنة ١٨٠٥، على رأس قطعة بحرية للمطالبة بإطلاق سراح (٢٣١) أسيرا إيطاليا: ولكن الباشا أحمد (الذي خلف مصطفى) لم يطلق سراحهم إلا بعد أن دفع جيروم مبلغ (٨٠) ألف فرنك. ومن جهة أخرى أدت هزيمة الأسطول الإفرنسي في معركة (الطرف الأغر) (١) إلى أن سحبت الجزائر الامتيازات التي كانت قد منحتها لفرنسا، وأعطتها لإنكلترا (وذلك في سنة ١٨٠٧). ولكن نابوليون ما عتم أن وقع (معاهدة تبليست) (٢) مع روسيا، فعاد إلى مشروع الحملة ضد الجزائر، وأمر قنصله في


(١) الطرف الأغر: (TRAFALGAR) رأس إسباني إلى الشمال الغربي من مضيق جبل طارق. واشتهر بالمعركة التي وقعت قريبا منه في سنة (١٨٠٠) وانتصر فيها الأميرال الإنكليزي (نلسون: NELSON) على الأسطول الإفرنسي - الإسباني المشترك.
(٢) تيليست: (TILSIT) وهي مدينة روسية تقع في ليتوانيا على نهر (نيمين) وتعرف اليوم باسم (سومينيتسك: SOVIETSK) عقدت فيها يوم ٨ تموز - يوليو - ١٨٠٧ معاهدة صداقة بين نابليوف بونابرت وقيصر روسيا (الكسندر الأول: ALEXANDRE I)

<<  <  ج: ص:  >  >>