وكانت هناك وزارة خاصة تقوم بإدارة المزارع وتعهدها، وكانت كل مزرعة تحتوي ٦٠ - ٨٠ زوج البقر. وكانت حدود ملكية كل قبيلة في السهل منظمة تنظيما دقيقا وثابتا، ولذلك لم تكن هناك نزاعات بين القبال على الحدود.
وقال (بوضربة) أن معظم سهل متيجة يعود إلى سكان مديمة الجزائر، ولا سيما طبقة الحضر منهم. أما الأراضي المشاعة فلا توجد إلا في داخل الوطن التي هي منطقة قبلية تخضع لإدارة الشيخ محليا وإدارة الدولة التي يمثلها القائد.
وهناك آراء أخرى غريبة عبر عنها (بوضربة) حول الوجود الإفرنسي في الجزائر، فقد قال:(بأنهم أرادوا الاكتفاء باحتلال السواحل والمدن، فإنهم لن يحصلوا على نتيجة في الجزائر). - لذلك نصحهم - بأن يعزموا على البقاء الدائم في البلاد، وأن يكونوا لهم خلفاء من أهلها حتى تتوافر لهم شروط الإقامة. ونصحهم بأنهم إذا احتلوا قسنطينة (وكان حديثه سنة ١٨٣٤ أي قبل ثلاث سنوات من الاحتلال الفعلي لقسنطينة). فيجب عليهم تعيين حاكم إفرنسي عليها.
وقال أن عدد سكان (قسنطينة) عندئذ يتراوح بين ٢٠ و٣٠ ألفا. وأن عادات هؤلاء وطبائعهم تختلف اختلافا واضحا عن عادات سكان الأرياف في الإقليم. ونصح الإفرسيين بأن يتعرفوا، قبل القيام بأي توسع، على إخلاص حلفائهم الجزائريين - وبذلك يتفادون تعريض جندهم للخطر المحقق. غير أنه أشار عليهم بضرورة إعادة المساجد التي استولى عليها الجيش الإفرنسي واستخدمها لأغراض خاصة.