للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في المصير الذي لحق بصاحبيه، وفي رئاسة الطائفة اليهودية في الجزائر. غير أن أيام ازدهار (دوران) لم تكن طويلة، فقد استعاد (يوسف بكري) سمعة العائلة، كما حل ابنه (داوود) محل (دوران) في رئاسة الطائفة اليهودية. وتابع (دوران) ممارساته في الكيد لهما إلى أن نجح في تجريدهم من جميع سلطاتهم. ففي سنة ١٨١١، قطع رأس (داوود بكري) الذي اتهم بالوشاية بالباشا لدى السلطان، وحل (دوران) محله. ولكن هذا لم يستمر في عمله سوى ثمانية شهور، لأن يوسف بكري الذي كان عجوزا قد ثأر منه لابنه داوود. غير أن سلطة يوسف لم تدم طويلا أيضا، لأن (عمر آغا) قد أمر بنفيه (سنة ١٨١٦) فذهب يوسف إلى (ليفورنيا). وقد حل محله بالجزائر (يعقوب بكري) الذي كان ممثلا لتجارة هؤلاء اليهود الجزائريين في باريس والذي لم يكن محل ثقة العائلة. ومما يذكر أنه كان قد حصل على الجنسية الإفرنسية. وأصبح يعقوب في الجزائر هو المسؤول عن التجارة التي تديرها أسرة بكري، وهو زعيم الطائفة اليهودية في الوقت ذاته.

عينت الحكومة الإفرنسية لجنة رباعية لدراسة الدين الذي على فرنسا لرعايا الجزائر اليهود في سنة ١٨١٩، وقدرته اللجنة بمبلغ (٤٢) مليون فرنك. ولكن هذا المبلغ انخفض شيئا فشيئا حتى وصل (٧) ملايين فرنك فقط، نتيجة مطالبة أطراف أخرى بديونها على أسرة (بكري - بوشناق) ولكن المذكرة التي أصدرتها الحكومة الإفرنسية في ٢٨ تشرين الأول - أكتوبر - ١٨١٩ م. أكدت أن ملك فرنسا عازم على إرضاء مطلب باشا الجزائر للمحافظة على العلاقات الودية بين الجزائر وفرنسا. (غير أن المذكرة نصت على أن فرنسا لن تسدد الدين إلا بعد إعلان الباشا التخلي عن مطالبته

<<  <  ج: ص:  >  >>