وعندما توفيت الملكة (إيزابيللا) تركت وصية (طلبت فيها لمن يتولون الملك بعدها بأن يحققوا الأمنية الغالية على قلبها، والتي كانت تود ولو أنها قد حققتها بنفسها لو طال بها الأجل، ألا وهي فتح افريقيا وعدم الكف عن القتال في سبيل الدين ضد الكفار - الذين هم المسلمون؟).
وعندما جهزت إسبانيا تحت ضغط الكنيسة واستفزازات الراهب (خمينيس) جيشها وأسطولها لغزو المغرب العربي - الإسلامي، بادر البابا بنشر قرار يعطي به الولاية لملكي إسبانيا على كامل الأرض التي يفتحانها بهذا المغرب. وكان نفس البابا (اسكندر السادس - بورجيا الشهير)(١) قد أصدر سنة ١٤٩٤، عهدا يبارك به الصليبية الإسبانية بأفريقية.
لم تحدث عمليات الاحتلال، رغم كل التمزق والتشتت، ورغم الإطار العام الذي أحاط عملية الغزو، لم تحدث بدون مقاومة باسلة من قبل الشعب المسلم في المغرب وقد يكون من الأفضل استقراء بعض ملامح الصراع خلال هذه المرحلة لأنها توضح أسباب التطورات في المرحلة التالية.
عندما أتم فرديناند ملك إسبانيا تجهيز الحملة، وهي الحملة التي مول أسطولها الكاردينال الوزير - خمينيس - بأمواله الخاصة وبما قدمته له الكنيسة من الأموال، توجه الأسطول للغزو، فغادر مالقة يوم
(١) اسكندر الرابع - بورجيا: (ALEXANDRE VI BORGIA) من مواليد جاتيفا JATIVA في إسبانيا في سنة ١٤٣١، أصبح (بابا) من سنة ١٤٩٢ حتى سنة ١٥٠٣ م وقد مارس دورا سياسيا كبيرا حتى أطلق عليه أنه أمير أكثر منه بابا أو رجل دين - اشتهر بقسوته في تنظيم الحرب ضد المسلمين.