بين جريح وقتيل، فهجم عليهم بالدخول لأنني من خلفه بأهل الإيمان أقطعناه المأمول، فلما وجد أهل الإيمان وهنوا من الضرب والطعن ما ونوا، دخل، وكان أمر الله قدرا مقدورا ... وقد قتل بعد الدخول من أهل الإيمان كثيرا ... وها أنا الآن بالبادية في غاية السلامة ... وقد اجتمع علينا خلق كثير لا يحصي عددهم إلا الله تعالى، قاصدين إعزاز دينهم، وقد كاتبنا المولى الأعظم السيد قبطان باشا ليعملوا لنا تأويلا إن كان غرضهم نصر الدين المحمدي على صاحبه أفضل الصلاة والسلام، وإعزاز هذا الإقليم بين الأنام، وإلا يأمرونا بالقدوم إليهم، ويعينوا لنا طريقا مأمونا، لأموت بين أيديكم عزيزا، ولا أرضى بالمذلة، لأننا إن مكثنا بالبادية، وطال الأمر علينا، يحصل لهم الملل، والوطن دخلته رائحة الكفر، وأهل البوادي ضعفاء القلوب، لا سيما وأن (ابن محيي الدين - الأمير عبد القادر) منهم وهو الآن في إعانة العدو. فلا بد أيها السيد الجليل أن تعرفوا السيد قبطان باشا، وأن تعلموا أمير المؤمنين بهذه البلية العظيمة والثلمة الواقعة في إيالته. عساه يبلغ الإسلام في العدو المأمول، فكيف والله تعالى سائل أميرنا وسلطاننا عنا ويتركنا مهملين).
٤ - وفي رسالة مماثلة كتبها أحمد باي قسنطينة للصدر الأعظم أحمد قبطان باشا بتاريخ ١٥ رجب ١٢٥٣ هـ (في ذات اليوم الذي أرسلت فيه الرسالة السابقة) جاء ما يلي:
(أما بعد .... اصغوا إلى ما حل بنا وإهمال ديننا، فكيف تتركونا للأعادي، وأنتم موجودون، ويشتت شملنا، وأنتم المخاطبون كلا، والله إنكم مسؤولون عن تسليمنا للكافر ومقته، وكل راع مسؤول عن رعيته، وذاك أنه لا يخفاكم شأننا، ومعاداتنا للإفرنح منذ