ولم تمض أكثر من سنوات قليلة (في سنة ١٨٣٧) حتى أصبحت الجزائر عبارة عن دولة اتحادية (فيدرالية) تضم ثماني مقاطعات، على رأس كل مقاطعة خليفة مهمته الرئيسية العمل على احترام الأجهزة الاجتماعية التقليدية، وتحقيق الوحدة الضرورية لمواصلة الحرب. فكان على رأس (تلمسان) السيد (محمد البوحميدي الولهاصي) وبها (١٣) ألف مقاتل. وعلى رأس (معسكر) صهر الأمير السيد الحاج (مصطفى بن أحمد التهامي) وبها (١٠) ألف مقاتل. ولما امتدت طاعته إلى ما وراء (وادي شلف) جعل (مليانة) مقاطعة ثالثة، وولى عليها السيد (محيي الدين بن علال القليعي) ولما مات ولي عليها السيد (محمد بن علال) من أقاربه، وكان معه (١٠،٤٤٠) مقاتل. ولكل من هذه المقاطعات الثلاث مرسى تخصها فلتلمسان مرفأ (رشقون - أو رشكون) ومرفأ معسكر هو (آرزيو).أما (شرشال) فقد بقي مرفأ لمقاطعة (مليانة) كما ولى أحد القادة العسكرين البارزين (وهو السيد محمد البركاني) على المدية، والسيد (ابن الطيب بن سالم) حاكما على (برج حمزة) ومعه (٤٣٥٠) جندي، وبإمكانه - بالإضافة إلى ذلك أن يعتمد على المتطوعين من بلاد القبائل. وولى السيد (طبال بن عبد السلام) خليفة على مجانة). أما الجنوب الصحراوي فكانت به مقاطعتان، إحداهما مقاطعة (الزيبان) وعلى رأسها السيد (بن عزوز) ومقاطعه الصحراء الغربية، وولى عليها السيد (قدور بن عبد الباقي) الذي كان تحت قيادته ما يزيد عن (٨) آلاف مجاهد. وفي المجموع كانت هناك (٨) مقاطعات تضم ما يزيد على (٥٩) ألف مقاتل، منهم قرابة (٦) آلاف جندي منظم. وهذا
(١) الأمير عبد القادر - سلسلة الفن والثقافة - الجزائر - ١٩٧٤ ص ٥٣ - ٥٦.