عشر، وستة مدكات مدافع - تحت إشراف هارب إسباني قدم إلى المغرب. وكان أحد الإفرنفسيين الإختصاصيين في علم المعادن (يدعى السيد دوكاس) قد أنشأ في مدينة مليانة مصنعا للبنادق وآخر لإنتاج البارود، وكان الحديد يحضر من منجم بالقرب من مليانة. وكانت مناجم ملح البارود والكبريت والحديد والنحاس محل عمل متواصل. وقد تركزت صناعة البارود في تلمسان ومعسكر ومليانة والمدية وتاقدات. وبالإضافة إلى ذلك، فقد اشترى (الأمير عبد القادر) كمية كبرى من البارود - من المغرب الأقصى - واشترى أيضا أحجار الصوان نظرا لعدم توافره في المغرب الأوسط - الجزائر - وتم استيراد الكبريت من فرنسا، أما ملح البارود فكان متوافرا في كل مكان. وكانت المدن الإفرنسية الساحلية تقدم للأمير ما يحتاجه من الرصاص - خلال فترات السلم - بالإضافة إلى الكميات الهائلة التي قدمها له المغرب الأقصى. وأمكن بعد ذلك فتح منجم للرصاص في جبل (الونشريس) غير أن تكاليف استخراج الرصاص هنا كانت باهظة جدا، ولهذا السبب، حرص الأمير على الاحتفاظ بالذخائر في مخازن الدولة، وعدم التوزيع على الأعراب إلا بكميات محدودة نظرا لأنهم كانوا يبذرون في اسخدامه خلال احتفالاتهم ومهرجاناتهم. ولم يخرج عن هذه القاعدة إلا عندما كان يتطلب الأمر إمداد الجند الذين يحاصرون الإفرنسيين، أو في ميادين القتال، حيث كان يتم الإمداد بالذخائر في مواقع القتال ذاتها. وعندما أخذ الأمير في بناء قاعدة (تاقدامت) - اعتبارا من سنة ١٨٣٦ م - عمل على تحويل السراديب الرومانية القديمة إلى مخازن للذخيرة والكبريت وملح البارود والنحاس والرصاص والحديد. ولكل الآلات والأدوات التي اشتراها (مولود بن عراش) من فرنسا بمبلغ أربعة آلاف جنيه استرليني. وكان مصنع