للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقت واحد. ومن الملاحظ أن هذه التفاعلات قد رسمت أبعادها بعمق على صفحة العالم العربي - الإسلامي. ويظهر ذلك حقيقة ثابتة وهي أن استعمار فرنسا للجزائر قد شكل رأس الحربة لتمزيق العالم الإسلامي، في إطار الهجوم الصليبي الشامل ضد العالم الإسلامي. ونظرا لأهمية تلك الأحداث في التأثير على الموقف الخاص بالجزائر من جهة، وتأثيره على العالم الإسلامي كله من جهة أخرى، فقد يكون من المناسب استقراء صفحة تلك الأحداث شيء من التفصيل والإسهاب.

توالى على حكم الدولة العثمانية في تلك الفترة محمود الثاني (١٨٠٨ - ١٨٣٩) ثم عبد المجيد الأول (١٨٣٩ - ١٨٦١) ثم السلظان عبد العزيز (١٨٦١ - ١٨٧٦) وجاء بعد ذلك السلطان عبد الحميد الثاني (١٨٧٦ - ١٩٠٩).

ومقابل ذلك، خضعت فرنسا للأنظمة التالية: النظام الملكي - شارل العاشر- (١٨٢٤ - ١٨٣٠) ثم النظام الملكي - لويس فيليب (١٨٣٠ - ١٨٤٨). ثم النظام الإمبراطوري - نابليون الثالث (١٨٤٨) حتى الأول من أيلول - سبتمبر - ١٨٧٠ (معركة سيدان مع بروسيا).

كانت الدولة العثمانية مشغولة بحرب المورة ومجابهة محمد علي عندما أرسلت فرنسا قواتها لحصار الجزائر، وفي الوقت ذاته، كان


= بيترسبورغ (١٧٩٦ - ١٨٥٥) أصبح قيصرا لروسيا سنة ١٨٢٥؛ انتزع إقليم إبريغان من بلاد الفرس سنة ١٨٢٦، وقاد التحالف مع فرنسا وإنكلترا للتدخل في بلاد اليونان ضد العثمانيين (١٨٢٧ - ١٨٢٩). كما دفع قواته لخوض حرب القرم، وهي الحرب التي لم تحقق فيها روسيا أهدافها بسبب وقوف فرنسا وإنكلترا إلى جانب العثمانين. كان من أشد أعداء الإسلام والمسلمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>