ومع أن هذا الكلام حق، فإن في تاريخنا كله صفحات مشرقة لا تقل نصوعا وبياضا عن الصفحات التي كتبها صحابة رسول الله (ص) بدمائهم الطاهرة. ويحب أن لا تضيع هذه الصفحات بين ركام مشين من التفرقة والتناحر السياسي والمذهبي ..
إن دراسة تاريخ أمتنا يظهر لنا بوضوح شراسة الأعداء وتصميمهم على استئصالنا من الوجود، وتنوع أساليبهم للوصول إلى غاياتهم الدنيئة. كذلك يبين لنا بوضح أيضا أنه لا يصلح آخر أمر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها. فما ارتفعت راية الجهاد مرة، وتوحد المسلمون تحت لوائها، منذ عهد محمد (ص) إلا وكان النصر حليفهم, وما استكانوا وعطلوا الجهاد، وشغلوا بأنفسهم عن أعدائهم إلا تسرب الوهن إلى صفوفهم وظهر عليهم أعداؤهم فأذاقوهم مرارة الذل والاحتلال والاستعباد ...
ليس لي أن أطيل في الموضوع، فذلك ما سيتولاه مؤلف هذه السلسلة الكاتب العسكري الكبير والمؤرخ المسلم (بسام العسلي) الذي عرفناه في سلسلة (مشاهير قادة الإسلام) و (الأيام الحاسمة في الحروب الصليبية) وغيرها من الكتب والمقالات ..
نسأل الله أن يوفقنا في عملنا ويجعله خالصا لوجهه الكريم فهو نعم المولى ونعم النصير.