نقطة الرحمانية التي فتح أبواب زاويته لاستقبال كل الجزائريين المنفيين والفارين إلى هناك، ومحمد بن العشابي البسكري الذي التجأ إلى نغزاوة منذ مدة طويلة، والشيخ الميزوني، مقدم زاوية الكاف، الذي وضع تحت تصرف محيي الدين كاتبا لمساعدته في تحرير الرسائل والبيانات، ومحمد بن أحمد الصغير، ابن الخليفة السابق للأمير عبد القادر في (الزيبان وسيدي عقبة)، ومحمد بن علاق رئيس فرنسا أولاد يعقوب، وزيادة على هؤلاء حضر مع (محيي الدين) من طرابلس، ضابط الاستخبارات البروسي (جيرارد روهلف). وابن هلال كاتب أبيه، والشيخ محمد رزوق بن سيدي صالح البسكري الذي كان قد اضطلع بدور كبير في أحداث (ثورة الزعاطشة عام ١٨٤٩) والتجأ إلى طرابلس. وكل هؤلاء على ما هو واضح من كبار المجاهدين في سبيل الله - باستثناء البروسي جيرارد طبعا - وممن كانت لهم أيامهم المجيدة ضد الاستعمار الإفرنسي. ويدل تجمعهم حول (محيي الدين) في أواخر العام ١٨٧٠، على أنه قد تم الاتصال معهم بصورة مسبقة، وقبل أن يحضر إلى هناك. كما يؤكد ذلك أن (محيي الدين) كان مصمما على الإفادة من ظروف انهيار فرنسا أمام الضربات البروسية لتحرير وطنه وقومه. وقد كتب (محيي الدين) عددا كبيرا من الرسائل خلال شهر كانون الأول - ديسمبر - ١٨٧٠ إلى عدد من الزعماء الجزائريين:(يدعوهم إلى الجهاد، وتدبير المؤن والذخائر، وتجنيد الناس). واستعمل محيي الدين في بعض رسائله، خاتم أبيه، للتأثير على الناس. ولكن، وبينما كان (محيي الدين) يقوم بهذا النشاط في منطقة الحدود، اتصلت الحكومة الإفرنسية بالقائم بأعمال قنصليتها في دمشق، ليطلب من الأمير عبد القادر أن يعلن استنكاره لنشاط ابنه، فعمل الأمير عبد القادر على تأكيد التزامه وعهوده تجاه فرنسا. وقام