آلاف مجاهد تولى قيادتهم (المجاهد الموفق). وفي الوقت ذاته غادر عروج وأخوه قاعدتهما في (حلق الوادي) ومعهما خمس سفن حربية تحمل السلاح والرجال والمدافع، فتم الوصول في الوقت المحدد, غير أن أسطولا إسبانيا (عمارة بحرية) مكونا من (١٥) سفينة كان قد وصل إلى بجاية حاملا معه الدعم لحاميتها.
وظهر أنه من المحال على القوة الإسلامية الصغيرة مجابهة الأسطول المتفوق. فقام الأخوان (عروج وخير الدين) بتنفيذ مناورة خداعية، متظاهرين بالابتعاد بقوتهما عن بجاية، وانطلق الأسطول الإسباني للمطاردة، وعندما وجد (الأخوان) أن بعض قطع الأسطول قد أصبحت ضمن مجال مدفعيتهما، قاما بانقضاض مباغت، وجرت معركة قاسية نجح فيها عروج بالاستيلاء على سفينة إسبانية وأغرق أخرى فيما لاذت بقية قطع الأسطول بالفرار. وكان من رأي خير الدين محاصرة (بجاية) بحرا وترك المجاهدين لمحاصرتها برا حتى يضعف أمرها وتحين فرصة مناسبة للانقضاض. غير أن (عروج) صمم على النزول بقسم من قواته للقيام بهجوم فوري. وتم تنفيذ ذلك. فقاد (عروج) قوة من خمسين مجاهدا. ونزل بهم إلى البر، وتقدم مستطلعا أسوار المدينة وحصونها. فيما كان أفراد الحامية يتابعون من وراء الأسوار تحركهم من فوق الشرفات، وعند اقتراب (عروج) ووصوله إلى مدى الأسلحة الفردية (البنادق) انهالت عليه وعلى قوته النيران، وأصابت رصاصة ذراعه فكسرتها. وظهر أنه من المحال متابعة الهجوم، فاضطر (عروج) للرجوع إلى تونس فورا لمعالجة ذراعه، ولم يجد الأطباء يومئذ لها من علاج إلا بترها. لكن عروج لم يواصل طريقه إلى تونس مسالما، أو مستسلما للألم من كسر ذراعه، وإنما استمر في أداء واجبه، إذ أنه اصطدم وهو في طريقه الساحلي