وأكمل (عروج) استعداداته، وغادر قاعدته متوجها إلى (بجاية) في شهر آب (أغسطس) من سنة ١٥١٤ وهو يقود جيشا من المجاهدين يضم عشرين ألف مجاهد. ووصل (بجاية) فأحكم الحصار حولها. واشتبك مع حاميتها في معارك قاسية. وكان يتابع في الوقت ذاته دراسة التنظيم الدفاعي للمدينة في محاولة لتحديد نقاط الضعف التي تساعد على اختراق التحصينات والأسوار. واستمرت عملية الحصار طوال ثلاثة أشهر وأدرك (عروج) بعدها صعوبة اقتحام المدينة في هذه الجولة، فقرر الانسحاب ورفع الحصار. وعاد إلى (جيجل) لقضاء فصل الشتاء فيها وكمال الاستعدادات.
تحرك (عروج) في ربيع سنة ١٥١٥ لتنفيذ محاولته الثالثة من أجل تحرير بجاية، وقد اعتمد في محاولته هذه على إجراء حصار بري -بحري، فقاد قواته في البر، ووجه اسيطيله بحرا للمشاركة في العملية، حيث اقتحمت السفن مصب نهر الصومام الذي كانت مياهه غزيرة خلال ذلك الفصل من السنة مما ساعد بإحكام الحصار على المدينة.
وركز (عروج) نيران مدفعيته على معقل (الحصن الصغير).
واستمر في قصفه بقوة وعنف حتى تم له تدميره، والقضاء على معظم حاميته. وحاولت قوات المجاهدين اقتحام المدينة عبر انقاض القصر الصغير، غير أنها اصطدمت بالمواقع المحصنة ومراكز الدفاع القوية التي وقفت خلفها الحامية الإسبانية وهي تدافع بعناد وضراوة، وفشلت المحاولة للهجوم من ناحية البحر. وعندها وجه (عروج نيران مدفعيته إلى القصر الكبير، وأخذ يقصفه بتركيز كبير. وتقدمت قوات المجاهدين نحو القصر الكبير، واستخدمت المتفجرات والألغام