للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باتت معروفة الأهداف، منذ أن طور الغرب هجومه الصليبي ضد العالم الإسلامي. فوصف (التعصب الديني) ليس إلا وسيلة لدفع المسلمين من أجل التخلي عن أراضيهم الإسلامية الصلبة، والتحلل من التزاماتهم، وأولها الجهاد في سبيل الله ضد أعداء الله. وهنا يمكن الاتفاق مع بعض مؤرخي الغرب في القول - إذا ما كان هناك تعصب: (بأنه لم يثر التعصب الإسلامي إلا التعصب المسيحي الذي دل عليه ما لجأ إليه الصليبيون من سفك الدماء) (١) وأما الهجوم على الزوايا والمساجد والمدارس الإسلامية فليس من هدف له إلا تدمير قواعد الصمود. يبقى هدف الهجوم على مكة المكرمة - عبر اتهامها بإرسال من يقوم (بالتشويش الديني بالجزائر) هو تمزيق الرابطة التي تربط المسلمين بمقدساتهم، علما أن هذه الأماكن المقدسة - الحجاز - كانت معزولة عن العالم العربي - الإسلامي في تلك الحقبة، بفضل جهود محمد علي باشا حاكم مصر، وحلفائه من الإفرنسيين. المهم في الأمر: (هو أن ثورة الإخوان الرحمانيين، أثرت على أصدقاء فرنسا من تونس إلى المغرب الأقصى، وأصبح الشيخ عزيز مثل السلطان لكل مكان بلاد القبائل) (٢).

وما إن رفع الشيخ محمد الحداد لواء الجهاد في سبيل الله، حتى انطلق ولداه (سي عزيز ومحمد) للعمل الجاد، فأمر (سي عزيز) بقطع خط الهاتف الذي يربط بجاية بأربعاء نايث إيراثن (يوم ١٠ نيسان - إبريل) وكلف أتباعه ومقدمي أبيه بالدعاية الواسعة لحشد الناس في صف الثورة. وأمر بإشعال النيران ليلا على الربوات وقمم الجبال


(١) تاريخ الحروب الصليبية - رنسيمان - ١/ ٤٠٥.
(٢) ثورة ١٨٧١، الدكتور يحيى بو عزيز - ص ٢٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>